فقال الصادق عليهالسلام : حدثني أبي عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لما اسري بي إلى السماء عهد إليّ ربّي «جل جلاله» في علي عليهالسلام ثلاث كلمات : فقال : يا محمّد ، فقلت : لبّيك ربّي وسعديك ، فقال عزوجل : «إنّ علياً إمام المتقين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، ويعسوب المؤمنين ، فبشّره بذلك» فبشّره النبيّ صلىاللهعليهوآله بذلك ، فخرّ علي عليهالسلام ساجداً شكراً لله عزوجل ، ثمّ رفع رأسه فقال : يا رسول الله ، بلغ من قدري حتّى أني اذكر هناك؟! قال : نعم ، وإن الله يعرفك ، وإنك لتُذكر في الرفيق الأعلى»!
فقال المنصور : (ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ) (١).
فالصادق عليهالسلام حدّث المنصور بحديث قدسي ضمن الحديث النبوي بشأن الوصيّ مما لا يراه الله ورسوله فتنة للناس بعلي عليهالسلام ، وأرادها المنصور للإمام تهديداً فعاد تأييداً! واستطردنا فيه لما استطرفناه منه ، وهو يحكي لنا نموذجاً آخر من لقاءات المنصور بالصادق عليهالسلام قبل بغداد فيما يظهر لنا من الخبر. وليس في خبر هاتين المجلسين شيء عن كيفية استقدام الإمام عليهالسلام إلى العراق ، فلعلّ ذلك كان بعد ما يلي :
الصادق عليهالسلام في الكوفة :
مرّ الخبر عن إرسال المنصور إبراهيم بن جبلة لجلب الصادق عليهالسلام لدى المنصور في الربذة ، وهنا يروي الربيع بن يونس الحاجب : أن المنصور بعث إبراهيم بن جبلة ليُشخص جعفر بن محمّد عليهالسلام من المدينة إلى الكوفة ، فلمّا وافى
__________________
(١) أمالي الصدوق : ٧٠٩ ـ ٧١٢ ، الحديث ١٠ ، المسألة ٨٩ مسنداً عن الربيع بن يونس الحاجب ، ونقله المظفّر في كتابه : الإمام الصادق ١ : ١١٦ ـ ١١٨ ثمّ استنبط منه ستة نقاط مهمة فراجع.