إلى حضرة المنصور ، دخلت فأخبرته بقدوم إبراهيم بجعفر بن محمّد عليهالسلام فدعا المنصور المسيّب بن زهير الضبّي ودفع إليه سيفاً (خاصاً) وقال له : إذا دخل جعفر بن محمّد فخاطبتهُ وأومأت إليه ، فاضرب عنقه!
قال الربيع : كنتُ إذا حججت الاقي الصادق واعاشره فكان صديقاً لي! فلمّا سمعت ذلك من المنصور خرجت إليه وقلت له : يابن رسول الله ، إنّ هذا الجبّار قد أمر فيك بأمر أكره أن اواجهك به ، فإن كان في نفسك شيء تقوله أو توصيني به! فقال لي : لا يروّعك ذلك ، فإنه لمّا يراني يزول ذلك كلّه! ثمّ أخذ بمجامع الستر وبدأ بالدعاء : يا إله جبرئيل و....
ثمّ دخل ، فنظرت إلى المنصور فما شبّهته إلّابنار صُبَّ عليها ماء فخمدت! ودنا منه جعفر بن محمّد عليهالسلام إلى سريره ، فوثب المنصور فأخذ بيده ورفعه على السرير ، ثمّ قال له : يا أبا عبد الله ، يعزّ عليَّ تعبك! وإنّما أحضرتك لأشكو إليك أهلك : قطعوا رحمي وطعنوا في ديني ، وألبّوا الناس عليَّ! ولو ولّى هذا الأمر غيري ممّن هو أبعد رحماً مني لسمعوا له وأطاعوا (يشير إلى بني الحسن بعد حبسهم وقبل قتالهم).
فقال له جعفر عليهالسلام : يا أمير المؤمنين! فأين يُعدل بك عن سلفك الصالح : إنّ أيوب ابتُلي فصبر ، وإنّ يوسف ظُلم فغفر ، وإنّ سليمان اعطي فشكر!
فقال المنصور : قد صبرت وغفرت وشكرت! ثمّ قال : يا أبا عبد الله حدّثنا حديثاً كنت سمعته منك في صلة الأرحام. قال : نعم.
حدثني أبي عن جدي قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «البرّ وصلة الأرحام عمارة الدنيا وزيادة الأعمار»! قال : ليس هذا هو. قال : نعم.
حدّثني أبي عن جدي : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «رأيت رحماً متعلقة بالعرش تشكو إلى الله تعالى من قاطعها ، فقلت لجبرئيل : يا جبرئيل ، كم بينهم؟ قال : سبعة آباء» قال : ليس هذا هو. قال : نعم.