محمّد الحسني وإسماعيل الجعفري :
قال موسى بن عبد الله الحسني : كان بنو معاوية بن عبد الله بن جعفر مع أخي محمّد ، وجاؤوا بعمّهم إسماعيل بن عبد الله بن جعفر ليبايع ، وهو شيخ كبير ضعيف قد ذهبت رجلاه فهم يحملونه حملاً! وقد ذهبت إحدى عينيه! فدعاه محمّد إلى بيعته! فقال إسماعيل : يابن أخي ، إني شيخ كبير ضعيف وأنا إلى برّك وعونك أحوج! فقال : لابدّ من أن تبايع! قال إسماعيل : وأي شيء تنتفع به من بيعتي؟! والله إني لُاضيق عليك مكان اسم رجل إن كتبته! قال : لابدّ لك أن تفعل!
وكأنه علم بامتناع أبي عبد الله عليهالسلام وحبسه ، فقال له : ادع لي جعفر بن محمّد عليهالسلام فلعلّنا نبايع جميعاً! فلمّا طمع فيها محمّد دعا إليه جعفر عليهالسلام فلمّا جيء به قال له إسماعيل :
جعلت فداك! إن رأيت أن تبيّن له لعلّ الله يكفّه عنّا.
قال أبو عبد الله : قد أجمعت أن لا اكلّمه! فليرَ فيّ برأيه!
فقال إسماعيل : أنشدك الله ، هل تذكر يوماً أتيت أباك محمّد بن علي عليهماالسلام وعليَّ حلتان صفراوان ، فأدام نظره إليّ وبكى! فقلت له : ما يبكيك؟ فقال لي : يُبكيني أنك في كِبر سنّك تُقتل ضياعاً فلا ينتطح في دمك عنزان! قلت : فمتى ذاك؟ قال : إذا نظرت إلى الأحول مشؤوم قومه ، ينتمى من آل الحسن ، على منبر رسول الله صلىاللهعليهوآله يدعو إلى نفسه وقد تسمّى بغير اسمه ـ المهدي ـ فأحدث عهدك واكتب وصيتك! فإنك مقتول في يومك أو في غده!
فقال أبو عبد الله : نعم! وهذا ـ وربّ الكعبة ـ لا يصوم من شهر رمضان هذا إلّا أوّله! فأستودعك الله يا أبا الحسن وأعظم الله أجرنا فيك ، وأحسن الخلافة على من خلّفت ، وإنا لله وإنا إليه راجعون!