قال : والله لتبايعنّي طائعاً ، أو مكرهاً ولا تحمد في بيعتك! فأبى إباءً شديداً فأمر به إلى الحبس!
فقال عيسى بن زيد : قد خرب السجن وليس عليه اليوم غلق ، فإن طرحناه فيه خيف أن يهرب منه!
فضحك أبو عبد الله ثمّ قال : لا حول ولا قوة إلّابالله العلي العظيم! أوَ تراك تسجنني؟!
قال : نعم ؛ والذي أكرم محمّداً بالنبوة لاسجنّنك ولُاشدّدنّ عليك!
فقال عيسى : احبسوه في مخبأ دار ريطة (بنت عبد الله بن محمّد بن الحنفية زوجة زيد بن علي)!
وقال أبو عبد الله : أما والله إني سأقول ثمّ أصدق! فقطع عليه عيسى وقال : لو تكلمت لكسّرت فمك! فوثب محمّد وصاح بعيسى قال : احبسه واغلظ عليه وشدّد!
فقال له أبو عبد الله : أما والله لكأني بك خارجاً من سُدّة أشجع إلى بطن الوادي ، وقد حمل عليك فارس قد أعلم على نفسه ، على فرس كميت ، فطعنك فلم يصنع فيك شيئاً ، وضربت خيشوم فرسه فطرحته ، وحمل عليك آخر خارج من زقاق آل أبي عمار الدؤليّين ، عليه ظفيرتان قد خرجتا من تحت بيضته ، كثير شعر الشاربين ، فهو والله صاحبك فلا رحم الله رِمّته (عظامه البالية).
فقال محمّد : يا أبا عبد الله! حسبت فأخطأت (فنسب علمه إلى المحاسبات الفلكية!).
وقام إليه السرّاقي فدفع في ظهر الصادق عليهالسلام حتّى أدخله السجن.
واصطفى محمّد ما كان للصادق عليهالسلام من مال! وكذا أموال رجال من قومه ممن لم يَقُم معه (١).
__________________
(١) اصول الكافي ١ : ٣٦٢ ـ ٣٦٣.