عبد الله بن عباس سقط عنه رداؤه يوماً فرأيت في ظهره آثار سياط فسألته عنها فقال : إنّ الأحول (هشاماً) أخذني ظلماً فضربني ستين سوطاً! فأنا عاهدت الله إن ظفرت به أن أضربه بكل سوط سوطين! ثمّ أمر فضرب مئة وعشرين سوطاً ، وتناثر لحمه فجمعه وأحرقه (١)! وتتبّع قتل بني امية فلم يفلت إلّاالرضيع أو من هرب.
وفي قنّسرين جمع أبو الورد بن كوثر جمعاً عظيماً وتمرّد ، فسار إليه عبد الله بن علي من دمشق ، واقتتلوا قتالاً شديداً حتّى كثرت القتلى بينهم وحتّى قتل أبو الورد فانهزم أصحابه ، فجدّد عبد الله بيعتهم وعاد إلى دمشق (٢).
وفي حوران تمرّد بنو مرّة وعليهم حبيب بن مرّة حيث لجأ إليه رجل من بني امية فنصبه عليهم ، وجمع حوله جمعاً ونصب راية بني امية البيضاء. فزحف إليه عبد الله بن علي وقاتله حتّى قتله وفرّق جمعه (٣).
سقوط واسط وابن هُبيرة :
مرّ الخبر أن بداية محاصرة ابن هُبيرة في الواسط كان في آخر المحرم عام (١٣٢ ه) ثمّ بويع السفّاح يوم الجمعة ثاني أو ثالث عشر ربيع الأول ، وبعث عمّه عبد الله بن علي إلى الموصل في العاشر من جمادى الآخرة ، وفي آخر شهر رجب بعث أخاه المنصور لنصرة الحسن بن قحطبة الطائي في محاصرة ابن هُبيرة ، فعادوا إلى القتال في شعبان ورمضان وشوال ، وفي آخر شوال قال لهم ابن قحطبة إنّهم آمنون على كل شيء ، ثمّ توالى عنه أربعة رجال يقولون لهم : القوم يعطونكم ما تريدون وما بقي أحد إلّاوقد دخل في الطاعة!
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٥٦ ـ ٣٥٧.
(٢) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٨٣ ـ ١٨٤.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٥٧.