فتبعه المنصور وقال له : أتدري ما قلت يا أبا عبد الله! قال : إي والله أدريه وإنّه لكائن!
فكان المنصور يقول : فانصرفت لوقتي ورتّبت أعمالي وأُموري!
وكان المنصور قد ارتدى رداءً أصفر ، وأخذ الصادق عليهالسلام وهو خارج بيد عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة القرشي وقال له : أرأيت صاحب الرداء الأصفر؟ يعني المنصور ، ثمّ قال : فوالله إنّا نجده يقتل محمّداً (١)!
وحجّ المعتزلة يدعون إلى محمّد :
مرّ الخبر عن المسعودي أنّ يزيد بن الوليد الأحول الناقص كان يذهب إلى ما يذهب إليه المعتزلة في الأُصول الخمسة ، وأ نّه هلك بعد الحج لسنة (١٢٦ ه). ثمّ يظهر من خبر رواه الكليني والطوسي : أنّ الصادق عليهالسلام حجّ لسنة (١٢٧ ه) وحجّ رؤساء المعتزلة : واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وحفص بن سالم مولى يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري الذي ولّاه الخليفة اللاحق العراق ، وذلك لأوّل سنة بعد قتل الخليفة المعتزلي ، وبعد أن دخل محمّد بن عبد الله الحسني معهم في الاعتزال ، وبعد أن زادوا في الحديث النبوي : «يواطئ اسمه اسمي» : «واسم أبيه اسم أبي» ليواطئ اسم محمّد بن عبد الله.
فدخلوا على الصادق عليهالسلام وأسندوا أمرهم إلى عمرو بن عبيد فقال : قَتل أهل الشام خليفتهم (الوليد بن يزيد) وضرب الله بعضهم ببعض وشتّت أمرهم ، فنظرنا فوجدنا رجلاً له دين وعقل ومروءة ، وهو موضع ومعدن للخلافة ، وهو محمّد بن عبد الله بن الحسن ، فأردنا أن نجتمع معه فنبايعه ثمّ نظهر أمرنا معه وندعو
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ١٧١ ـ ١٧٣.