وكان في المنزل الذي أنزله به عُقبة بن سَلَم الهُنّائي حتّى توفي أبواه فورثهما (١) ثمّ غادر البصرة إلى الكوفة (حدود ١٤١ ه) وأخذ يتردّد فيها على سليمان بن مِهران الأعمش (٢) الكوفي المتوفى في (١٤٨ ه) فيكتب عنه فضائل علي عليهالسلام ويخرج من عنده ويقولها شعراً (٣) حتّى قال ابن المعتز : كان السيّد أحذق الناس في سَوق الأحاديث والأخبار في المناقب شعراً ، حتّى أنّه لم يترك لعليّ فضيلة تعرف إلّانقلها شعراً ، وكان يُملّه الحضور في محضر لا يذكر فيه آل محمّد صلوات الله عليهم (٤) ويقول :
إني لأكره أن أطيل بمجلس |
|
لا ذكر فيه لفضل آل محمّد |
لا ذكر فيه لأحمد ووصيّه |
|
وبنيه ذلك مجلس بخس ردي |
إنّ الذي ينساهم في مجلس |
|
حتّى يفارقه لغير مسدّد (٥) |
ثمّ انتقل إلى بغداد فاشترى بها داراً مع البصريين العثمانيين بمحلة الرُميلة ، ومات بها كما مرّ.
خروج جُراشة الشيباني :
وفي سنة (١٧٩ ه) خرج جُراشة بن شيبان (الشيباني) إلى البندنيجين (مندلي) ثمّ إلى دينور فخرج إليه الليث فقتل جراشة من أصحابه بضعة وثلاثين
__________________
(١) الغدير ٣ : ٣٣٣.
(٢) الغدير ٣ : ٣٨٥.
(٣) أخبار السيّد الحميري : ١٧١ ، والأغاني ٧ : ٢٧٧.
(٤) طبقات الشعراء : ٣٢.
(٥) الأغاني ٧ : ٢٨٦ ، والغدير ٣ : ٣٤٧