رجلاً وهزمه وعاد جراشة إلى حلوان وعليها مالك بن علي الخزاعي ، فكتب إليه الليث : أنّ جراشة قد توجّه إليك مغلولاً مهزوماً في نفر يسير ، فخرج إليه وكان ذلك قبل الفطر من سنة (١٨٠ ه) فلقيه في موضع قنداب على ستة فراسخ من حُلوان ، فقتل من الخوارج خمسة وأربعون رجلاً ، ثمّ جُرح مالك الخزاعي فسقط وانهزم أصحابه ، فأتبعهم الخوارج فقتلوا من أصحابه مئة وخمسين رجلاً! ثمّ أتى جراشة شهرزور ، فخرج تجارها وخندقوا على أنفسهم منه فحاصرهم ثمانية عشر يوماً ، ثمّ تصالحوا على شيء! ثمّ خرج جراشة إلى سنداباد وأرسل إلى نهاوند وهمدان جباة يجبون خراجهما.
فوجّه الفضل بن يحيى البرمكي إبراهيم بن جبرائيل إليه في ألفين ، ولقيه جُراشة في مئة وثمانين رجلاً! فاقتتلوا قتالاً شديداً حتّى جُرح جُراشة وقتل من أصحابه مئة وخمسون رجلاً! ثمّ أخذ جراشة إلى قرميسين (كرمانشاهان) ثمّ أخذ طريق شهرزور في ستين رجلاً! فسار إليها تسعين فرسخاً في ثلاثة أيام! ثمّ عبر دجلة إلى الأنبار ثمّ القادسية. وأقبل خالد بن يزيد في ألفين مدداً لإبراهيم فنزل العذيب ، وخرج جراشة إلى وادي السباع فالعذيب فالبرية ، وعاد إبراهيم إلى القطقطانة قرب الكوفة ثمّ قصر بني مقاتل ، ثمّ عين التمر فوادي البردان ثمّ إلى ثميل ، وأتاه عيونه فأخبروه أنّ جراشة عاد إلى وادي البردان ، فعاد إبراهيم إلى وادي البردان ، فخرج جراشة إلى الجنيبة ثمّ عاد إلى ثميل. فأتبعه إبراهيم إلى ثميل بموضع الرمانتين ، ومضى جراشة إلى عين أبعد ، وأتوا جراشة وهو نائم فقتلوه وثلاثة عشر رجلاً من أصحابه وفلّ جمعهم (١).
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٣٠٠ ـ ٣٠١.