ومن ذلك ما رواه النعماني بسنده عن أبي بكر الحضرمي الكوفي : وقد حضر المدينة مع أبان بن تغلب الكوفي وذلك حين ظهرت الرايات السود بخراسان ، وكان ذلك في شهر رمضان ، قال : دخلت أنا وأبان على الصادق عليهالسلام فقلنا : ما ترى في ذلك؟ قال : اجلسوا في بيوتكم ، فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل فانهضوا إلينا بالسلاح (١).
سقوط جرجان وإصفهان وهمدان :
إنّما قال اليعقوبي أنّ الجيش الذي جهّزه ابن هبيرة لنصرة نصر بن سيّار بخراسان كان جيشاً عظيماً بلا حصر كما مرّ ، وحصره المسعودي قال : كان نباتة بن حنظلة الكلابي على المقدمة في نحو ثلاثين ألفاً ، واتّجه عاملاً على جرجان ، وأمير الجيش عامر بن ضُبارة المُري في نحو أربعين ألفاً والياً على إصفهان! وسيّر أبو مسلم إليهما قحطبة بن شبيب الطائي في جيوش كثيفة! فقتل وفلّ الكلابي على جرجان ، وقتل وفلّ عامر المرّي على إصفهان ، ثمّ سار في جيوشه نحو العراق (٢).
__________________
قصده وعرّفه بنفسه فأجرى له أرزاقاً كثيرة وعظّمه أهل خراسان ، ونقل عن غاية الاختصار : ١٥١ : أنّ أبا مسلم دعاه إلى أن يبايع له ـ ولعلها كانت بعد هلاك إبراهيم العباسي ـ فأبى ذلك فألحّ عليه حتّى نفر منه ذلك وتراجع عنه إلى خلفه فسقط فتضعضعت رجله وعرجه بها. ثمّ دعاه محمد بن عبد الله الحسني لمثلها فأبى فحلف أن يقتله! ثمّ وفد بعد ذلك على السفّاح فعرف له ذلك وأقطعه ضيعة في بندشير أو بندجين المدائن غلة سنتها ثمانون ألف دينار ، ومات بها وله (٣٧) عاماً. بحار الأنوار ٤٦ : ١٦١.
(١) كتاب الغيبة للنعماني : ١٣١.
(٢) التنبيه والإشراف : ٢٨٣.