وسنرى أنّه لم ييأس بهذا من الإمام عليهالسلام.
ونقل الشهرستاني : أنّ أبا مسلم أيضاً بعد موت إبراهيم العباسي ، كتب إلى الصادق عليهالسلام : أنا أدعو الناس إلى مودتكم أهل البيت ، فإن شئت فلا أحد أفضل منك للخلافة! فأجابه الصادق عليهالسلام : «ما أنت من رجالي! ولا الزمان زماني» (١).
وروى الكليني بسنده عن الفضل الكاتب قال : كنت عند أبي عبد الله الصادق عليهالسلام إذ أتاه رسول أبي مسلم (الخراساني) بكتابه إليه ، فلمّا قرأه قال له : ليس لكتابك جواب! اخرج عنّا! فخرج الرجل ، وأخذ بعضنا يسار بعضاً فقال لنا : بأي شيء تسارّون؟! يا فضل! فإنّ الله عزّ ذكره لا يعجل لعجلة العباد (٢) فيبدو أنّه عليهالسلام علم منهم الاستعجال لحكمهم.
__________________
(١) الملل والنحل ١ : ١٥٤ بتحقيق الگيلاني.
(٢) روضة الكافي : ٢٢٩ ، الحديث ٤١٢. ويظهر من خبر رواه الحلبي في مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢٥٠ : أن أبا مسلم كانت له سابقة لقاء وهدية للإمام الصادق عليهالسلام قبل هذا : روى عن زكّار بن أبي زكّار الواسطي قال : دخل رجل على أبي عبد الله الصادق عليهالسلام فقبّل رأسه! وكانت عليه ثياب بيض حسنة ، فمسّ الصادق عليهالسلام ثيابه وقال : ما رأيت أحسن منها ولا أشدّ بياضاً! فقال : جعلت فداك! هذه ثياب بلادنا ، وجئتك منها بخير من هذه! فقال الصادق عليهالسلام لمولاه معتِّب : اقبضها منه ، فقبضها منه وخرج الرجل والصادق قال وهو يتابعه بنظره : صدق الوصف وقرب الوقت! ثمّ قال : هذا صاحب الرايات السود التي يأتي بها من خراسان! ثمّ قال لمعتِّب : يا معتِّب الحقه فسله : ما اسمه؟ ثمّ قال : إن كان عبد الرحمن فهو والله هو! فرجع معتِّب فقال : قال : اسمي عبد الرحمن.
قال زكّار : فلمّا ولى بنو العباس أتيته فنظرت إليه فإذا هو أبو مسلم عبد الرحمن!
وهنا : ونقل السيّد الخرسان عن كتابه : منتقلة الطالبيين : أنّ عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين ، لما ظهر أبو مسلم بخراسان وأظهر الولاء لابن عمه يحيى بن زيد ،