ولمّا توفى أبوه عبد العزيز بن مروان بمصر على عهد عبد الملك (٨٦ ه) طلبه عبد الملك إلى دمشق وزوّجه ابنته فاطمة (١) وكان العهد من مروان لعبد الملك ثمّ لعبد العزيز ولكنّه مات قبله ، فكأنّ هذا التزويج من عبد الملك كان دفعاً للتهمة عن نفسه أو تطييباً لخاطر عمر. وكان قد عمل لفاطمة ثوباً منسوجاً بالذهب منظوماً بالدرر واليواقيت أنفق عليه مئة ألف دينار (٢)! وأمر عمر أن تُسرج تلك الليلة سُرجه بالغالية بدل الدهن حتّى طلوع الشمس (٣).
سنُّ سبِّ علي عليهالسلام ، ومنعُه :
من أقبح ما يذكر في تاريخ معاوية سنّه سبّه لعلي (٤) ، كان في آخر خطبة
__________________
قال : فوقرت كلمته في صدري مع ما كان قاله لي معلّمي ، فأعطيت الله عهداً : لئن كان لي في هذا الأمر نصيب لُاغيّرنه.
ولم نجد ـ فيما بأيدينا ـ في المدينة ذكراً لولاية عبد العزيز بن مروان ، ولذلك قدّمنا ما قرّرناه ، وقد مرّ عن السيوطي : أنّ عمر كان قد حفظ القرآن في مصر ثمّ أرسله أبوه إلى المدينة ، فلم يكن صبيّاً يقرأ القرآن على عبيد الله بن عبد الله بل علم الحديث ، وهو كان من ملازمي ابن عباس في الحديث لا القرآن ، ولنا أن نتمثل هذا القدر من تشيّع الرجل من تتلمذه على ابن عباس فهو مصدر الأثر فيهما.
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٢٧٤.
(٢) الإمامة والسياسة ٢ : ١١٦.
(٣) شرح النهج للمعتزلي ١٩ : ٣٤٣.
(٤) الفكر السامي ١ : ٢٧٦ في ترجمة معاوية ، وقال : ولولا أنّه في صحيح مسلم ما صدّقت بوقوعه منه! ثمّ اعتذر له بعدم العصمة! كما عنه في دروس في فقه الإمامية للدكتور الشيخ الفضلي ١ : ٧٩.