إنّ الذين حولنا لو يعلمون من علي ما نعلم تفرّقوا عنّا إلى أولاده (١)!
هكذا جاء الخبر عنه أبتر بلا سؤال منه لأبيه عمّا يعلم من علي عليهالسلام ، ولذا جاء عنه أيضاً : أنّه كان مستمراً على شيء من ذلك في علي عليهالسلام لما كان بالمدينة يلازم عُبيد الله بن عبد الله الهُذلي ، فبلغ ذلك عنه إلى شيخه عُبيد الله فلمّا حضره قال له : متى علمت أنّ الله غضب على أهل بدر وبيعة الرضوان بعد أن رضي عنهم؟! قلت : لم أسمع ذلك. فقال : فما هذا الذي بلغني عنك في علي؟! فقلت : معذرة إلى الله وإليك! ثمّ تركت ذلك (٢).
وبتفصيل أكثر قال : كنت غلاماً أقرأ القرآن على بعض ولد عتبة بن مسعود (كذا!) فمرّ بي يوماً وأنا مع الصبيان ألعب وألعن عليّاً! ودخل المسجد ، فتركت الصبيان وتبعته لأدرس عليه وردى ، فلمّا رآني قام فصلّى وأطال ، فلمّا انفتل من صلاته التفت إليّ كالحاً في وجهي! فقلت له : ما بالُ الشيخ؟! فقال لي : يا بني ، أنت اللاعن علياً اليوم! قلت : نعم! قال : فمتى علمت أنّ الله سخط على أهل بدر بعد أن رضي عنهم؟! فقلت : وهل كان علي من أهل بدر؟! فقال : ويحك! وهل كانت بدر إلّا له! فقلت له : لا أعود! فقال : الله ؛ لا تعود! قلت : نعم ، ولم أعد بعدها (٣)!
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٥ : ٢٠. وشرح النهج للمعتزلي ١٣ : ٢٢١.
(٢) الكامل في التاريخ ٥ : ٢٠.
(٣) شرح النهج للمعتزلي ٥ : ٥٨ ـ ٥٩ مرسلاً ، ثمّ قال : وكنت أحضر منبر المدينة وأبي يخطب الجمعة وهو يومئذ أمير المدينة ، فكنت أسمعه يمرّ في خطبه تهدر شقاشقه حتّى يأتي إلى لعن علي فيجمجم ويعرض له من الحصر والفهاهة ما الله عالم به! فقلت له يوماً : يا أبت أنت أفصح الناس وأخطبهم! فما بالي أراك إذا مررت بلعن هذا الرجل صرت ألكن عييّاً! فقال : يا بني ، إنّ من ترى تحت منبرنا من أهل الشام وغيرهم ، لو علموا من فضل هذا الرجل ما يعلمه أبوك لم يتّبعنا منهم أحد!