إلى المدينة ليتأدّب بها فكان يختلف إلى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة مسعود الهُذلي ابن أخ عبد الله بن مسعود يسمع منه علم الحديث. فكان صالحاً إلّاأ نّه كان يبالغ في التنعّم ، فكانوا لا يعيبونه إلّابالإفراط في التنعّم والاختيال في مشيته (١).
ولذا روى الصفّار بسنده عن عبد الله التميمي : أنّ عمر بن عبد العزيز كان من أمجن (٢) الناس وهو شاب ، فمرّ وعليه نَعلان على شراكهما فضّة! وكنت مع علي بن الحسين عليهالسلام فنظر إليه وقال لي : يا عبد الله بن عطاء أترى هذا المترف! إنّه لن يموت حتّى يلي الناس! قلت : إنّا لله! هذا الفاسق؟! قال : نعم! لا يلبث إلّا يسيراً حتّى يموت ، فإذا مات لعنه أهل السماء واستغفر له أهل الأرض (٣)!
ولمّا كان بمصر قبل أن يصرفه أبوه إلى المدينة كان يرى أباه يخطب فيمضي في خطبته حتّى يأتي على النيل من علي عليهالسلام فيتلجلج ويقصّر في الأمر ، فسأل أباه عن ذلك! فقال له : أو فطنت لذلك؟ قال : نعم! فقال : يا بُني ،
__________________
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٢٧٣ ـ ٢٧٤ ، وفي شرح النهج للمعتزلي ١٩ : ٣٤٣ : كان يجعل المسك على قدميه ونعليه! وفي مروج الذهب ٣ : ١٨٦ : عن المدائني قال : كان يُشترى لعمر الحُلّة بألف دينار فلا يستحسنها وإذا لبسها استخشنها!
(٢) كذا في مناقب آل أبي طالب ٤ : ١٥٥ مرسلاً ، وفي سائر المصادر : أحسن ، وأجمل!
(٣) بصائر الدرجات للصفّار القمي (٢٧٩ ه) : ١٧٠ ، الحديث ٤ ، الباب ٢ وهو أقدم مصدر وليس فيه إلّاهذا عن عبد الله بن عطاء التميمي عن السجاد عليهالسلام وليس عن الباقر عليهالسلام ، وكذلك في دلائل الإمامة : ٨٨ مسنداً ، والمناقب كما مرّ مرسلاً ، وفي الخرائج والجرائح ٢ : ٥٨٤ ، الحديث ٤ كذلك. وقبله في ١ : ٢٧٦ ، الحديث ٧ عن أبي بصير (المكفوف) ولكنّه خبر موصوف فيه عمر بن عبد العزيز وفيه : هذا الغلام! وهذا لم يكن إلّافي عهد السجاد عليهالسلام قبل عزله عن المدينة سنة (٨٦ ه) ويقول : يعيش أربع سنين في الحكم! وكان حكمه أقل من ثلاث سنين. فهو غير صحيح وخبر السجاد عليهالسلام هو الصحيح.