ومنها يقول للباقر عليهالسلام :
ما ابالي ـ إذا حفظت أبا القا |
|
سم فيكم ـ ملامةَ اللُوّام |
وكان الكميت أعمش العين فكتب الأموي الزيدي أنّ زيداً كتب إليه :
أن اخرج معنا يا اعيمش ؛ ألست القائل ... وذكر له البيت ، فكتب الكميت إليه معتذراً منه :
تجود لكم نفسي بما دون وثبة |
|
تظلّ لها الغربان حولي تحجّلُ (١)! |
فأشعره أنّ شجاعة الشاعر في شعوره وأشعاره وإشعاره! وليس إلى حدّ الاستشهاد!
إلى الرضى من آل محمّد :
وليس في هذه الأخبار أيّ دعوة إلى الإمام الصادق عليهالسلام بظاهر الكلام أو بكناية : «الرضا من آل محمّد» أيّ الرضى المرضيّ منهم ، ممّا ظاهره الدعوة لنفسه.
وهذا ما جاء في خبر أنّه عرضه المأمون العباسي على الرضا عليهالسلام ظاناً أنّ زيداً ممّن ادّعى الإمامة بغير حقّها وأ نّه ادّعى ما ليس حقاً له. فأجابه الرضا عليهالسلام :
إنّما جاء ما جاء في من ادّعى الإمامة بغير حقها ، في من يدّعي أنّ الله تعالى
__________________
(١) عن الأغاني ١٧ : ٣٤ في ترجمة الكميت. وندم بعد مقتل زيد فقال :
دعاني ابن الرسول فلم أُجبه |
|
فلهفي اليوم للرأي الغبين |
على ألا أكن عاضدت زيداً |
|
حفاظاً لابن آمنة الأمين |
دعاني ابن الرسول فلم أُجبه |
|
أيا لهفي على القلب الفروق |
حذارَ منيّة لابُدّ منها |
|
وهل دون المنيّة من طريق؟! |
كما في أنساب الأشراف ٤ : ٢٤٠ ، الحديث ٢٤١.