نصّ عليه ، ثمّ يدعو إلى غير دين الله فيضلّ عن سبيله بغير علم. وكان زيد أتقى لله من ذلك ، إنّه قال : أدعوكم إلى الرضا من آل محمّد ، فلقد حدّثني أبي موسى بن جعفر : أنّه سمع أباه جعفر بن محمّد عليهماالسلام يقول : رحم الله عمّي زيداً ، إنّه دعا إلى الرضا من آل محمّد (١).
وزاد العياشي عنه عليهالسلام : وأنا الرضا. ثمّ قال العياشي : وتصديق ذلك ما حدثنا به عليّ بن الحسن عن عامر بن عيسى السيرافي بمكّة في ذي الحجّة سنة (٣٨١ ه) بسنده عن المتوكّل بن هارون البجلي : أنّه لقى يحيى بن زيد فقال له :
يابن رسول الله! إنّ أباك ادّعى الإمامة وخرج (لذلك) وقد جاء عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في من ادّعى الإمامة كاذباً!
فقال : مه يا عبد الله إنّ أبي كان أعقل من أن يدّعي ما ليس بحقّ ، وإنّما قال : أدعوكم إلى الرضا من آل محمّد
عليهمالسلام وعنى بذلك ابن عمّي جعفراً!
قال المتوكّل : قلت : فهو اليوم صاحب الأمر؟ قال : هو أفقه بني هاشم.
وقبله نقل عن زيد نفسه كان يقول لهم : «من أراد الجهاد فإليّ ، ومن أراد العلم فإلى ابن أخي جعفر» ثمّ قال : ولو ادّعى الإمامة لنفسه لم ينفِ كمال العلم عن نفسه (٢).
ومن خبر آخر يظهر أنّ هذا قد بدا عن زيد لابنه يحيى على عهد الباقر عليهالسلام ، قال : سألت أبي عن الأئمة فقال : الأئمة اثنا عشر! أربعة من الماضين وثمانية من الباقين! قلت : فسمّهم قال : أمّا من الماضين : فعلي بن أبي طالب ، والحسن
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٤٧٧ ، الباب ٤٧ ، الحديث ١٨٧ عن المبرّد النحوي البصري الأزدي.
(٢) قاموس الرجال ٤ : ٥٦٦ و ٥٦٥ عن مقتضب الأثر ، ولكن ليس في المنشور منه! فلعلّه كفاية الأثر.