وكان السريّ بن منصور الشيباني أبو السرايا من رجال هرثمة بن أعيَن ، فماطله في أرزاقه فغضب منه أبو السرايا (١) فخالف السلطان ونابذه وعاث في نواحي سواد العراق ، ثمّ صار إلى ناحية في طريق الحجاز خائفاً على نفسه ومعه غلمانه وفيهم أبو الشوك وأبو الهرماس وسيّار ، وكان علويّ الرأي يتشيّع (٢).
قيام محمّد بن إبراهيم طباطبا :
من أبناء الحسن المجتبى عليهالسلام من سمّاه باسمه الحسن فلُقّب بالمثنّى ، وابنه إبراهيم ، ثمّ ابنه اسماعيل سمّى ابنه باسم أبيه إبراهيم ، فقيل : كان طفلاً وخيّره أبوه بين قميص وقبا ، فقال : «طباطبا» يعني : قباقبا (٣) وسمّى إبراهيم هذا ابنه محمّداً ، فهو محمّد بن إبراهيم الحسني طباطبا.
وكان محمّد هذا يقارب الناس ويكلّمهم بشأنهم وشأن الهاشميين والعباسيين.
وكان نصر بن شبيب (أو : شبث) من أهل الجزيرة ، في بدء أمره قد قدم حاجّاً ، وكان حسن المذهب «متشيعاً» فلمّا ورد المدينة سأل عن بقايا «أهل البيت» ومن له ذِكر منهم ، فذُكر له بعضهم ومنهم محمّد بن إبراهيم الحسني. فدخل إليه وقال له : حتّى متى توطأون بالخسف؟! وتُهتضم «شيعتكم»؟! ويُنزى على حقكم؟! وذاكره مقتل أهل بيته وغصب الناس إياهم حقوقهم ، وأكثر من القول في هذا المعنى ، إلى أن أجابه محمّد بن إبراهيم وواعده لقاءه بالجزيرة.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ : ٥٢٩.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٣٤٦ وزاد في المعارف : ٣٨٧ : أنّه قتل عامل الأنبار.
(٣) عمدة الطالب : ١٧٢ ، وإليه نُسب السادة الطباطبائيون الحسنيون.