فرقة الغلاة في الكاظم عليهالسلام :
صنّف النوبختي الغلاة إلى متقدمين ومتأخرين ، والمتقدمين منهم إلى عشرة أصناف ختمهم بالبشيرية نسبة إلى بشير بن محمّد (١) الكوفي مولى بني أسد (٢).
وكانت معه شعبدة ومخاريق ، ويقول لأصحابه : إنّ أبا الحسن (الكاظم) عندي ، فإن أحببتم أن تروه فهلمّوا أعرضه عليكم! فكان يدخلهم البيت ويقول لهم : هل ترون في البيت مقيماً غيري وغيركم؟ فيقولون : ليس في البيت أحد ، فيخرجهم ثمّ يسبل ستراً ، وعنده صورة شخص كأ نّها صورة أبي الحسن الكاظم عليهالسلام في ثياب حرير قد طلّاها بالأدوية وعالجها بحيل عملها فيها فيقيمها ، ثمّ يدخلهم ثمّ يرفع الستر بينه وبينهم فينظرون إلى صورة شخص قائم كأ نّه شخص أبي الحسن عليهالسلام لا ينكرون منه شيئاً! ويقف هو بقربه يريهم أنّه يدنو منه كأ نّه يسارّه ويناجيه ويكلّمه ، ثمّ يغمزهم أن يتنحّوا! فيتنحّون ، ويُسبل الستر بينه وبينهم فلا يرون شيئاً! فهلكوا بها (٣).
ويقول لهم : إنّه قائم موجود بينهم غير أنّهم محجوبون عن إدراكه ، يتراءى لأهل النور بالنورانية ولأهل الكدورة بالكدورة في مثل خلقتهم الإنسانية البشرية (٤) وقالوا بالحلول فزعموا أنّ محمّداً صلىاللهعليهوآله لم يلد ولم يولد وإنّما هو ربّ حلّ في كل من انتسب إليه ، محتجب في هذه الحجب! وقالوا
__________________
(١) فرق الشيعة والمقالات والفرق : ٥٥ ـ ٥٦.
(٢) المقالات والفرق : ٩١ ، ولعلّ عنه الكشي في اختيار معرفة الرجال : ٤٧٨ ، الحديث ٩٠٦.
(٣) اختيار معرفة الرجال : ٤٨٠ ، الحديث ٩٠٧. وانظر المقالات والفرق.
(٤) المصدر السابق : ٤٧٧ ـ ٤٧٨.