ولم يُنقل عن رقيب جرير الخطفي : الفرزدق الأسدي البصري لقاء بعمر أو ثناء له ، اللهمّ إلّاثلاثة أبيات قالها في رثائه ، يقول فيه : قوام الحقّ والدين! وقسطاس الموازين (١)! فما ترك شيئاً!
مصرع عمر بن عبد العزيز :
في عهد عمر بن عبد العزيز لم يظهر كُرْه لحكمه ، إلّاأ نّه ظهر منه إقرار لولاية عهد يزيد بن عبد الملك سبط يزيد بن معاوية ، فترك لذلك ثمانون فارساً أكثرهم من بني ربيعة الكوفة ، مع بسطام اليشكري الهمداني الشهير بشوذب ، لا ينكرون على عمر إلّاإقراره لعهد يزيد ، استشعاراً منهم أن يكون كجدّه لُامّه يزيد بن معاوية! هذا فيما رواه الطبري عن مبعوثي شوذب إلى عمر قالا له : أخبرنا عن يزيد لِمَ تقرّه خليفة بعدك؟! قال : صيّره غيري! قالا : أفرأيت لو وليت مالاً لغيرك ثمّ وكلته إلى غير مأمون عليه ، أتراك كنت أدّيت الأمانة إلى من ائتمنك؟! قال : أنظراني ثلاثاً. فخاف بنو مروان أن يخلع يزيد ويخرج منهم ما هو بأيديهم من الأموال ، فدسّوا إليه من سقاه سمّاً! فلم يلبث أن مات (٢)!
وقال اليعقوبي : قيل : إنّ أهل بيته سمّوه! خوفاً منه أن يخرج الأمر عنهم (٣).
وقال المسعودي : وتوفى عمر بدير سِمعان من أعمال حمص مما يلي قنّسرين ، فيما قيل : مسموماً من قبل أهله! يوم الجمعة لعشر بقين من رجب سنة (١٠١) وله تسع وثلاثون سنة.
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ١٩٥.
(٢) تاريخ الطبري ٦ : ٥٥٥ ـ ٥٥٦.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٠٨.