محمّد بن إسماعيل والإسماعيلية :
الظاهر لي أنّ الباقر عليهالسلام لمّا ولد له الصادق عليهالسلام سمّاه جعفراً وكنّاه بأبي عبد الله ، ويبدو لي أنّ الصادق عليهالسلام لمّا ولد له بكر أبنائه سمّاه عبد الله ثمّ ولد له إسماعيل ، فهما أكبر أبنائه ، وأنّ الباقر عليهالسلام خطب له امّهما فاطمة من أخيه الحسين بن علي بن الحسين (١).
وولد لإسماعيل ابنان سمّاهما محمّداً وعلياً ، كانا صغيرين لمّا مات أبوهما إسماعيل ، فكانا عند جدّهما الصادق عليهالسلام زماناً ثمّ كأ نّه جزع منهما فقال لعمّهما عبد الله الأفطح : إليك ابنَي أخيك! فقد ملآني بالسفه! فإنّهما شرَك الشيطان (٢)!
وقد مرّ في ذكر الأفطح أنّه لم يكن مؤتمّاً بإمامة أبيه الصادق عليهالسلام ، فطبيعي أنّه لم يربّ محمّداً وعلياً ابني أخيه إسماعيل على إمامة جدّهما الصادق ولا عمّهما الكاظم عليهماالسلام ، بل كانا مجانبَين ومجافيين له.
وكأنّ محمّداً التقى ببقايا الغلاة الخطّابية فنفى عندهم إمامة عمّيه الكاظم والأفطح بحجة أنّ جدّ الصادق عليهالسلام كان إماماً ثمّ انتقلت عنه الإمامة في حياته إلى ابنه إسماعيل فكان الأمر في حياة إسماعيل له ، فلمّا توفي إسماعيل قبل أبيه جعل الصادق عليهالسلام الأمر لمحمد بن إسماعيل ، ولمّا كانت الإمامة لا تنتقل من أخ إلى أخ بعد الحسنين عليهماالسلام ، لم تنتقل إلى أخوَي إسماعيل : عبد الله وموسى. بل إنّ اولي العزم سبعة : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد ثمّ علي ثمّ محمّد بن إسماعيل! وإن آدم لم يكن منهم فلم يستحق الجنة فجعلها الله لمحمد بن إسماعيل (وأبيه) وتأوّل لهما قوله سبحانه : (وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ (٣))
__________________
(١) انظر قاموس الرجال ٩ : ١١٨.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٢٦٥ ، الحديث ٤٧٨.
(٣) البقرة : ٣٥.