موسى الهادي ، والكاظم عليهالسلام :
أرسل ابن طاووس عن أبي الوضّاح عن أبيه عبد الله النهشلي قال : حُمل الأسرى من أصحاب الحسين الحسني إلى موسى الهادي ، فلمّا بصر بهم تمثل يقول :
بني عمّنا لا تُنطقوا الشعر بعدما |
|
دفنتم بصحراء الغميم القوافيا |
فلسنا كمن كنتم تصيبون نيله |
|
فنقبل ضيماً أو نحكّم قاضيا |
ولكنّ حكم السيف فينا مسلّط |
|
فنرضى إذا ماأصبح السيف راضيا |
وقد ساءني ما جرّت الحرب بيننا |
|
بني عمّنا ، لو كان أمراً مُدانيا |
فإن قلتمُ : إنا ظلمنا. فلم نكن |
|
ظلمنا ، ولكن قد أسأنا التقاضيا |
ثمّ جعل ينال من الطالبيين إلى أن ذكر موسى بن جعفر عليهالسلام فنال منه وقال : والله ما خرج حسين إلّاعن أمره! ولا اتّبع إلّامحبّته ؛ لأنّه «صاحب الوصية» في هذا البيت! قتلني الله إن أبقيت عليه!
وكان أبو يوسف يعقوب القاضي حاضراً وجريئاً عليه فقال له : يا أمير المؤمنين ، أقول؟ أم أسكت؟ فلم يتكلّم الهادي دون أن قال : قتلني الله إن عفوت عن موسى بن جعفر! ولولا ما سمعت من المهدي والمنصور فيما أخبر به عما كان في جعفر من الفضل المبرّز عن أهله في دينه وعلمه وفضله ، وما بلغني عن «السفّاح» فيه من تقريظه وتفضيله لنبشت قبره وأحرقته بالنار إحراقاً.
فقال أبو يوسف : نساؤه طوالق ، وعُتق جميع ما يملك من الرقيق ، وتصدّق بما يملك من المال ، وحُبس دوابه ، وعليه المشي إلى بيت الله الحرام إن كان مذهب موسى بن جعفر عليهالسلام الخروج ، ولا يذهب إليه ، ولا مذهب أحد