وأقبل ابن هبيرة حتّى نزل النخيلة فخرج إليه عبيدة بن سوار التغلبي فاقتتلوا قتالاً شديداً حتّى قتل عبيدة ومن معه من الخوارج.
ثمّ سار ابن هبيرة إلى واسط وعليها عبد الله بن عمر بن عبد العزيز والياً للضحّاك الخارجي ، فوثب أهل المدائن فسدّوا عليه باب قصره باللبن ، فدخل ابن هبيرة عليه القصر وأرسله إلى مروان بن محمّد في حرّان فحبسه بها (١).
ابن هبيرة والإمام الصادق عليهالسلام :
وسخط ابن هبيرة على مولاه رفيد حتّى حلف عليه ليقتلنّه! فهرب منه إلى الحجاز وجاز الناس إلى الصادق عليهالسلام فأعلمه خبره. فقال له : انصرف واقرأه منّي السلام! وقل له : إنّي قد أجرت عليك مولاك رفيداً فلا تهجه بسوء! قال رفيد : فقلت له : جعلت فداك! شاميّ خبيث الرأي! فقال : اذهب إليه وقل كما أقول لك!
قال رفيد : فأقبلت حتّى كنت في بعض البوادي فاستقبلني أعرابي وقال لي : إني أرى وجه مقتول! وطلب يدي فرآها وقال : يد مقتول! ثمّ قال : أبرز رجلك ، فأبرزت له رجلي فرآها وقال : رجل مقتول! ثمّ قال : أبرز جسدك ففعلت فنظر وقال : جسد مقتول! ثمّ قال لي : أخرج لي لسانك! ففعلت فلمّا رآه قال : لا بأس عليك! فإنّ في لسانك رسالة لو كانت إلى الجبال الرواسي لانقادت لك! فمضيت.
حتّى وقفت على باب ابن هبيرة بالكوفة واستأذنت عليه ، فلمّا دخلت عليه قال : أتتك بحائن رجلاه! يا غلام السيف والنطع! ثمّ أمر بي فكُتّفت وشُدّ رأسي وقام عليَّ السياف ليضرب عنقي! فقلت له : أيّها الأمير! إنك لم تظفر بي عَنوة ، وإنّما جئتك من ذات نفسي ، وهاهنا أمر أذكره لك ثمّ أنت وشأنك! فاخلني!
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٤٩ ـ ٢٥٠.