وكان هشام قد كتب إلى الجُنيد أن يكاتب خالد القسري بالعراق ، وأقام الجُنيد عدّة سنين : ثمّ استعمل خالد القسري مكانه تميم بن زيد العتبي ، وكان الجُنيد قد خلّف في بيت ماله ثمانية عشر (مليون) فوجّه تميم العتبي بها إلى خالد. ثمّ ثار عليه أهل البلاد فكثرت حروبه وفشا القتل فيهم. فكتب خالد القسري إلى هشام أن يولّي الحكم بن عوانة الكلبي فولّاه ، فخرج إليها بجماعة من وجوه الناس معهم عمرو بن محمّد بن القاسم الثقفي فاتح السند الأوّل ، وقدم الحكم وبلاد الهند قد غُلب عليها إلّاأهل حصن قَصة ، وبعد حروب شديدة أجلى القوم المتغلّبين ، وبنى بلدة سمّاها المحفوظة ، وهدأت البلاد وسكنت (١).
مروان في أرمينية وآذربايجان :
في سنة (١١٤ ه) سار مروان بن محمّد بن مروان إلى الصقالبة (زاگرب / الروس) فأغار عليهم فقتل وسبى (٢) وفي سنة (١١٧ ه) أرسل بعثاً إلى جبل القبج واللان فافتتحوا ثلاثة حصون منها ، وأرسل بعثاً آخر إلى مملكة تومان شاه ، فنزل تومان على حكمه فبعث به مروان إلى هشام فأعاده هشام إلى مروان ، فأعاده مروان إلى مملكته (٣) وصار إلى حصن ملك السرير الذهبي فصالحه على ألف وخمسمئة غلام سود الشعور! ثمّ دخل إلى أرض زريگران فصالحه ملكها ، ثمّ صار إلى خُمرين فحاربوه فقاتلهم فقتل منهم خلقاً عظيماً حتّى فتح أكثر البلد! ثمّ عاد إلى مدينة الباب فأقام هناك (٤).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣١٦ ، ٣١٧.
(٢) تاريخ خليفة : ٢٢٣.
(٣) تاريخ خليفة : ٢٢٥.
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣١٨.