مثل ذلك ، وحاشا أباه أن يأذن له بذلك .. أما خروج عبد الله الأفطح فهو ممكن لأنه كان مخالفاً لأبيه (١) كما ذكر ذلك في ترجمته.
هذا مع أن محمّداً سجن الإمام عليهالسلام إلزاماً له على بيعته ، ثم صادر أمواله بما فيها عين أبي زياد.
ويظهر أن المنصور كان يعرف انحراف الأفطح عن أبيه ولذا لم يحتج به عليه ، ولو كان معه موسى لكان لا يترك الاحتجاج به عليه.
ثمّ هو خبر انفرد به الأموي الزيدي ، ولا عهد لنا به عند غيره.
خطبة الوالي المغمور والخليفة المنصور :
لما قتل عيسى العباسي محمّداً الحسني بالمدينة ولّى عليها كُثير بن الحُصين الداري فمكث شهراً فعزله وولّى عليها عبد الله بن الربيع الحارثي (٢) ولا نجد فيما بأيدينا أن يولّاها يومئذ من يُدعى شَبّة بن عقال.
إلّا أن الطوسي روى عن المفيد ـ وليس في أماليه ـ أنّه وليها بعد قتل الأخوين محمّد وإبراهيم ، ولّى المنصور على المدينة رجلاً يقال له شَبَّة بن عقال ، أي لأواخر عام (١٤٥ ه) فلمّا حضرت الجمعة قال في خطبته :
أما بعد ، فإن علي بن أبي طالب شقّ عصا المسلمين وحارب المؤمنين! وأراد الأمر لنفسه ومنعه من أهله! فحرمه الله امنيته وأماته بغصّته! وهؤلاء ولده يتّبعون أثره في الفساد وطلب الأمر بغير استحقاق له! فهم في نواحي الأرض مقتّلون وبالدماء مضرّجون!
__________________
(١) قاموس الرجال ٣ : ٤٥٥ برقم ٢١٦١. بل كان عمر الكاظم يومئذٍ دون ١٦ عاماً! ولد (١٢٩ ه).
(٢) تاريخ خليفة : ٢٧٦ و ٢٨٣.