فما ظهر منها يعني الزنا المعلن والرايات التي كانت تُرفع للفواجر الفواحش في الجاهلية. وأما ما بطن فهو يعني ما نكح الآباء ، فإنّه قبل أن يبعث النبي صلىاللهعليهوآله إذا كان للرجل زوجة ومات عنها تزوّجها ابنه إن لم تكن امّه ، فحرّم الله ذلك.
وأما «الإثم» فقد قال الله في موضع آخر : (يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ (١)) فالإثم في كتاب الله هو الخمر والميسر واثمهما كبير كما قال الله عزوجل.
وكان مولاه علي بن يقطين حاضراً ، وكان المهدي يتّهمه «بالرفض» فالتفت إليه وناداه : يا علي بن يقطين ، هذه والله فتوى هاشمية! فقال علي : الحمد لله الذي لم يخرج هذا العلم منكم «أهل البيت»! فردّ عليه المهدي : صدقت يا «رافضي» (٢).
دعوة الزيدية ببغداد :
بلغ المهدي : أنّ عليّ بن العباس بن الحسن المثنّى وامّه من نسل أبي بكر ، قدم إلى بغداد يدعو إلى نفسه سرّاً! واستجاب له جماعة من الزيدية ، فأمر المهدي بطلبه حتّى أخذه فحبسه ، حتّى قدم إليه الحسين بن علي بن الحسن المثلث فتشفّع فيه فشفّعه ظاهراً ، ولكنّه أمر أن يدس إليه شربة سمّ عملت فيه ثمّ أطلقه له ، فأخذه الحسين الحسني إلى المدينة فمات بها بعد ثلاثة أيام (٣).
__________________
(١) البقرة : ٢١٩.
(٢) الكاص ٦ : ٤٠٦ ، وعنه ص تمهيد ار الأنوار ٤٧ : ١٤٩ ، ويكشف عن أوائل انتشار نف «الرافضة».
(٣) مقاتل الطالبيغ : ٤٠٣ ، ط. صقر.