وكان على مكة السريّ بن عبد الله بن الحارث بن العباس ، فوجّه محمد إلى مكة الحسن بن معاوية بن عبد الله بن جعفر والياً عليها. فقدّم أمامه عبد الله بن عدي العَبْشمي وهذا قدم أمامه مولاه شلجم ، فتنحى السريّ للحسن حتّى قتل محمّد (١).
صداه والإعداد له ببغداد :
كان المنصور في الكوفة أو الهاشمية لما أمر أمير المدينة المرّي بتسريح موسى بن عبد الله الحسني إليه ليزجّه مع أبيه في سجنه ، وأخبروه بإشراف بناء عاصمته بغداد على الافتتاح ، في أواخر جمادى الثانية أي منتصف عام (١٤٥ ه) ، فصار إليها ونزل بها بباب الكوفة التي سمّيت باب الذهب ، ولم يستقر بها إلّاأياماً حتّى أتاه الخبر بخروج محمّد الحسني بالمدينة (٢) بعد تسع ليالٍ وأعطى المخبر ٩ آلاف درهم (٣).
وكان المنصور نازلاً في دَير على شاطئ دجلة من مدينته مدينة السلام ، نائماً في بيته في وقت الهاجرة ، وبوّابه يومئذ غلامه التركي حمّاد ، إذ وصلت خريطة بيد حاجبه الربيع بن يونس بخبر خروج محمّد الحسني ، فحملها الربيع إلى بيت المنصور وقال لحمّاد : يا حمّاد ، افتح الباب. فقال : الساعة هجع أمير المؤمنين! قال : افتح ، ثكلتك امك! فسمع المنصور كلامه فنهض وفتح الباب وتناول الخريطة فقرأها ، ثمّ تلا قوله سبحانه : (وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ
__________________
(١) أنساب الأشراف ٢ : ٩٧ ، الحديث ١٠٥.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٧٤.
(٣) أنساب الأشراف ٢ : ٩٨ ، الحديث ١٠٥.