وكان رياح قد صعد إلى مشربة في دار مروان ، وأمر فهدمت الدرج إليها ، ودخل أصحاب محمّد فصعدوا إليه وأنزلوه وأخذوا معه أخاه العباس بن عثمان ، وعقبة بن مسلم بن عقبة الفهري (١).
فكان أول ما سئل عنه رياح المُرّي أمر موسى بن عبد الله ، فعرّفهم خبره.
فنادى محمّد : من لي بموسى؟ ثمّ أنفذ فوارس مع ابن خضير ، فاستدار بهم حتّى أتى القوم من أمامهم كأنهم أقبلوا من الطرق فلم ينكروهم حتّى خالطوهم فأخذوا منهم موسى الحسني (٢).
ودخل محمّد المسجد قبل الفجر فخطبهم على المنبر ، فاعترضه بلغمه فلم ير له موضعاً فرفع رأسه ورمى به إلى سقف المسجد! ثمّ نزل فصلّى بهم (٣) ولما خطبهم قال : يا أهل المدينة ، إني والله ما خرجت فيكم للتعزّز بكم فلغيركم أعزّ (وأمنع) منكم ، وما أنتم بأهل قوة ولا شوكة ، ولكنكم أهلي وأنصار جدّي فحبوتكم بنفسي ، والله ما مصر يُعبد الله فيه إلّاوقد أخذ لي دُعاتي فيه بيعة أهله ، ولولا ما انتُهك بي ووُترت به ما خرجت (٤)!
وقال : أما والله لقد أحيا زيد بن علي ما دُثر من سنن المرسلين وأقام عمود الدين إذ اعوج ، ولن ننحو إلّاأثره ولن نقتبس إلّانوره! فزيد إمام الأئمة! وأولى من دعا إلى الله بعد الحسين بن علي عليهماالسلام (٥) ثمّ نزل فصلّى بهم.
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ١٧٨.
(٢) مقاتل الطالبيين : ١٧٦.
(٣) مقاتل الطالبيين : ١٧٨.
(٤) أنساب الأشراف ٢ : ٩٦ ، الحديث ١٠٥.
(٥) تيسير المطالب للسيد أبي طالب عن مسعدة بن صدقة. فقد أعلن أن حركته زيدية ، يرى زيداً بعد الحسين أفضل من السجاد والباقر والصادق عليهمالسلام.