إن موسى مقيم يتربّص بك الدوائر وليس عنده شيء مما تحبّ! فأمره المنصور أن يحمله إليه ، فحمله (١) وقال للرسل : إن رأيتم أحداً لحقكم من المدينة في طلبكم فاضربوا عنق موسى! وبلغ ذلك إلى أخيه محمّد فظهر (٢) محمّد وهو على حمار ومعه مئتان وخمسون راجلاً. فأقبل حتّى إذا خرج من زقاق ابن خضير جاء على التمّارين ودخل من بيّاعي الأقفاص إلى السجن في دار ابن هشام (؟) فدقه وأخرج من كان فيه. وذلك في مساء الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة (١٤٥ ه) هذا وعليه قلنسوة صفراء قد اعتمّ عليها وجُبّة صفراء وقد شدّ عليها عمامة اخرى شدّ بها حِقوبه متوشحاً سيفاً (٣).
وكان رياح المُرّي قد أحسّ بخبر محمّد ، فبعث على جعفر الصادق عليهالسلام والحسين بن علي بن الحسين ، وعلي بن عمر بن علي ، والحسن بن الحسين ، ورجال من قريش فيهم إسماعيل بن أيوب المخزومي وابنه ، وكان رياح المُرّي في دار مروان وكان على حرسه عقبة بن مسلم بن عقبة الفهري ، فلمّا سمع التكبير من أصحاب الحسني وثب وقال لرياح : أطعني في هؤلاء فاضرب أعناقهم!
فقام الحسين بن علي بن الحسين وقال له : والله ما ذلك لك فإنا على السمع والطاعة! وقام رياح فدخل الدار فاختفى بها. وتسوّر القوم على كناسة في زقاق عاصم بن عمر وتفرقوا (٤).
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٢٦٠.
(٢) مقاتل الطالبيين : ١٧٦.
(٣) مقاتل الطالبيين : ١٧٧. وخروجه بين جمادى ورجب أشاع مقولة : العجب كل العجب بين ... كما في أنساب الأشراف ٢ : ٩٨ ، الحديث ١٠٥.
(٤) مقاتل الطالبيين : ١٧٦ ـ ١٧٧.