ولا يخفى أن هذا كان على عهد الباقر عليهالسلام ، وللصادق عليهالسلام ثلاثون عاماً ، وللّيث بن سعد عشرون عاماً وهو صاحب مالك بن أنس والذي نشر مذهبه بالفسطاط من مصر ومنه في كل افريقيا.
وسائر أخبار عام (١١٤ ه):
وهذه السنة كان عبيدة بن عبد الرحمن بأفريقية قد أعدّ للغزو في البحر مئة وثمانين مركباً ، فأغزاها بإمرة المستنير بن الحارث ولكنّ الشتاء عاجلهم فعجّلوا بالرجوع وعادوا بريح طيبة ، ثمّ جاءتهم ريح عاصف فغرقت مراكبهم حتّى لم يسلم منها إلّاسبعة عشر مركباً (١).
وكان على أرمينية وآذربايجان قبل مَسلمة الجرّاح بن عبد الله الحكمي ، فأعاده هشام هذا العام وعزل أخاه مَسلمة ، فبدأ الجرّاح ببلدة البيضاء للخزر فافتتحها وانصرف إلى بَردة (بارتاف ألبانيا) ، فجمع مارتيك بن خاقان الخزر جموعاً كثيرة وصاروا إلى أردبيل فحاصروها ، فزحف الجرّاح من بَردة (بارتاف ألبانيا) إلى حصار أردبيل في شهر رمضان سنة (١١٢ ه) فقاتلهم قتالاً شديداً حتّى قُتل وقد استخلف عليهم أخاه الحجّاج الحرشي ، وغلب الخزر فنصبوا المجانيق على أردبيل وهم يقاتلونهم ، فلمّا طال الحصار استسلموا فدخلها الخزر فقتلوا المقاتلين وسبوا ذراريهم.
فوجّه هشام إليهم سعيد بن عمرو الحَرشي ومعه فرسان العرب ، فتوجّه سعيد إلى بَردة (ألبانيا) فجمع إليه مَن هناك من عسكر المسلمين وسار بهم إلى البلقان ثمّ إلى آذربايجان. فتوجّه إليهم عسكر الخزر ومعهم عجلات كثيرة عليها
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٢٠.