غنائمهم وسباياهم من أردبيل ، وعاد طليعة الحرشي إليه وأخبره أنهم نيام ، فحضّض أصحابه وسار إليهم فاستنفذ العجلات بما عليها. ثمّ أُخبر بعجلات كثيرة أُخرى للخزر في ناحية ورثان وعليها سبايا وغنائم ، فبيّتهم كذلك وقاتلهم واستنقذ العجلات بما عليها فأدخلها بلدة ورثان ، ثمّ بيّت طاغيتهم مارتيك بن الخاقان ومن معه فقتل منهم مقتلة عظيمة حتّى هرب مارتيك بن الخاقان وهُزم من بقي منهم معه ، فكتب بالفتح إلى هشام (١).
وقال اليعقوبي : إن سعيد بن عمرو الحرشي كان على مقدمة مَسلمة بن عبد الملك ، ولما التقى بعسكر الخزر كان معهم عشرة آلاف من أُسارى المسلمين ، فحاربهم فقتل عامّتهم وهزم الباقين واستنقذ الأُسارى المسلمين. وعقّب اليعقوبي قال : فعل ذلك مرّة بعد أُخرى. فهو بهذا أشار إلى أنّ ذلك لم يكن في مرّة واحدة. إلّاأ نّه قال بشأن مارتيك بن الخاقان : أن الحَرشي قتله ووجّه برأسه إلى هشام (٢).
وخالفه خليفة فقال : إنّ هشاماً عزل سعيد بن عمرو الحَرشي وأعاد أخاه مَسلمة على أرمينية وآذربايجان ، فخرج في شوال سنة (١١٢ ه) في طلب الأتراك في شدّة الثلوج والأمطار ، حتّى أحاط بحيزان قرب شيروان فعرض عليهم الصلح فأبوا وقاتلوه ثمّ سألوه الأمان ، فحلف لهم أن لا يقتل منهم لا رجلاً ولا كلباً! فنزلوا على حكمه فاستثنى منهم كلباً ورجلاً واحداً ثمّ قتلهم أجمعين!
ثمّ سار إلى سوران فسأله ملكهم الصلح فصالحهم ، ثمّ انصرف إلى غزالة. وجمع الخاقان جيوش الخزر وتوجّه إليه فلم يشعر مَسلمة حتّى اطّلعوا عليه
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٢٠ ، ٢٢١.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣١٧.