فهو يزعم تشيّعه وأبيه ولا يرى الكاظم عليهالسلام مسموماً وإنّما مظلوماً بظلم الرشيد مع دفاع يحيى ، وينفرد بذكر خروج الرشيد إلى المدائن بينما كان يومئذ برَقّة الشام! فالخبر مسطّر لتطهير البرمكي كاملاً ليس إلّا ، وكأنّه انطلى ذلك على رواته حتّى الشيخ الطوسي!
القاضي نوح بن درّاج الكوفي :
وقبل قتل الكاظم عليهالسلام ، في سنة (١٨٢ ه) مات القاضي نوح بن درّاج الكوفي النبطي مولى النخع.
كان أبوه بقّالاً في الكوفة ، وكان هو يكتب الحديث. وكان أخوه جميل متعبّداً سجّاداً ، ومع ذلك افتقده عن المسجد ، فسأله : لِمَ لا تحضر المسجد؟ فقال : ليس لي إزار! فذلك هو الذي حمله على الدخول في القضاء بالكوفة لبني العباس (١).
وكان القاضي ابن شُبْرمة فادّعى رجل أرضاً فيها نخيل وأقام شهوداً ، فسألهم ابن شُبْرمة عن عدد النخيل فقالوا : لا نعلم ، فردّ شهادتهم ، وذلك في المسجد الجامع بالكوفة ونوح حاضر ، فقال لابن شُبرمة : أنت تقضي في هذا المسجد منذ ثلاثين عاماً ولا تعلم كم اسطوانة فيه! فردّ القاضي المدعى والشهود وقضى له بها ثمّ قال شعراً :
كادت تزلّ بها من حالق قدم |
|
لولا تداركها نوح بن دُرّاج (٢) |
فكأنّ هذا حملهم على عرض القضاء عليه فقبله.
وعلى عهد المهدي العباسي مات له مولى له بنت واحدة وخلّف أثاثاً ومتاعاً وضياعاً كثيرة ، وكان المهدي يحسب أنّ البنت ترث النصف والباقي له
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٢٥٢ ، الحديث ٤٦٩.
(٢) تاريخ بغداد ١٣ : ٣١٥ ـ ٣١٦.