قال : لما حبس هارون الرشيد موسى عليهالسلام وأظهر الدلائل والمعجزات في الحبس! دعا يحيى البرمكي وقال له : يابا علي! أما ترى ما نحن فيه من هذه العجائب (من الكاظم عليهالسلام) ألا تدبِّر في أمر هذا الرجل تدبيراً يريحنا من غمّه؟! قال يحيى : يا أمير المؤمنين! الذي أراه هو أن تمنّ عليه بصلة رحمه ، فوالله لقد أَفسد علينا قلوب شيعتنا!
فقال له هارون : انطلق إليه وأبلغه عني السلام وقل له : يقول لك ابن عمّك! إنّه قد سبق منّي فيك يميني أنّي لا اخليك حتّى تقرّ لي بالإساءة! وتسألني العفو عمّا سلف منك! وليس عليك في إقرارك عار ولا في مسألتك إياي منقصة. وهذا يحيى بن خالد ثقتي ووزيري وصاحب أمري ، فسله بقدر ما أخرج من يميني وانصرف راشداً!
فأخبر موسى بن يحيى البرمكي عن أبيه يحيى : أنّ الكاظم عليهالسلام قال له : يا أبا علي ، إنّما بقي من أجلي أُسبوع ، ائتني وأوليائي (!) الزوال من يوم الجمعة ، فصل عليَّ أنت وأوليائي فرادى! ثمّ قال : وأبلغه عني : يقول لك موسى بن جعفر : يأتيك رسولي يوم الجمعة فيخبرك بما يرى! وستعلم غداً مَن المعتدي على صاحبه ، والسلام! وقال ليحيى : وإنّي رأيت في نجمك ونجم ولدك ونجم هارون أنّه يأتي عليكم! فانظر إذا سار هذا الطاغية إلى الرَّقة وعاد إلى العراق فاحذره لنفسك أن لا يراك ولا تراه!
فبكى يحيى حتّى احمرّت عيناه! ثمّ خرج من عنده حتّى دخل على هارون فأخبره بقصّته وما ردّ عليه. فقال هارون : ما أحسن حالنا إن لم يدّع النبوة بعد أيام! ثمّ خرج هارون إلى المدائن! فلمّا كان يوم الجمعة توفي موسى عليهالسلام ، فأُخرج للناس ينظرون إليه (ومع ذلك) قالت فرقة (الواقفة) بأ نّه لم يمت (١).
__________________
(١) كتاب الغيبة للطوسي : ٢٤ ـ ٢٦ ، الحديث ٥.