فقلت له : ويلك يا كافر ؛ أما إنّي لو تمكّنت منك لاختطفت روحك وعجّلت بك إلى النار! فقال لي هشام : يا زيد ؛ مَه عن جليسنا (١). فلم ينكر ذلك ولم يغيّره (٢).
وانفرد بالرواية عن ابن منبّه بأنّ هشاماً أمر بضرب زيد ثمانين سوطاً (٣).
ثمّ حمل زيداً إلى الكوفة :
روى الأموي الزيديّ بطرقه الثلاثة : أنّ هشاماً دعا كاتبه فأمره أن يكتب إلى يوسف بن عمر الثقفي في الكوفة : أمّا بعد ، فإذا قدم عليك زيد و... فاجمع بينهم وبين (خالد القسري) فإن أقرّوا بما ادّعى عليهم فسرّح بهم إليّ! وإن هم أنكروا فاسأل (خالداً) البيّنة ، فإن لم يقمها فاستحلفهم بعد صلاة العصر بالله الذي لا إله إلّاهو ما استودعهم (خالد) وديعة ولا له قبلهم شيء ، ثمّ خلّ سبيلهم.
فقالوا لهشام : إنّا نخاف أن يتعدّى كتابك ويطول علينا! قال : كلّا أنا باعث معكم رجلاً من الحرس ليأخذه بذلك ويعجل حتّى يفرغ.
ثمّ سرّح بهم إلى يوسف ، وكان يومئذ بالحيرة ، فلمّا قدموا عليه ودخلوا وسلّموا ، أجلس زيداً قريباً منه ولاطفه في المسألة ؛ ثمّ سألهم عن الأموال فانكروا ، فأمر يوسف بإخراج خالد إليهم ، فلمّا جيء به قال له يوسف : يا خالد ، هذا زيد بن علي وهذا محمّد بن عمر بن علي اللذان ادّعيت قِبلهما ما ادّعيت. قال : مالي قِبلهما قليل ولا كثير! فقال له يوسف : أفَبي كنت تهزأ أم بأمير المؤمنين (٤)؟!
__________________
(١) تيسير المطالب : ١٠٨ ـ ١٠٩ ، الباب ٧.
(٢) كشف الغمة ٣ : ١٢٣ عن دلائل الإمامة للحميري.
(٣) تذكرة الخواص ٢ : ٤١٥ ونبّه على أنّ المخاصِم لزيد كان عبد الله بن الحسن المثنّى وهو الصحيح.
(٤) مقاتل الطالبيين : ٩٠ ـ ٩١.