ورواه الطبري عن الكلبي عن أبي مخنف ، ثمّ قال : وقال عطاء بن مسلم الخفّاف : إنّ زيداً قال ليوسف : أنّى يودعني خالد مالاً وهو يشتم آبائي على منبره (بمكّة) فأرسل يوسف فأحضر خالداً في عباءة وقال له : هذا زيدٌ ، وقد زعمت أنّك قد أودعته مالاً ، وقد أنكر! فنظر خالد في وجههما ثمّ قال ليوسف : أتريد أن تجمع مع إثمك فيّ إثماً في هذا؟! وكيف اودعه مالاً وأنا أشتم آباءه على المنبر (بمكّة) فشتمه يوسف ثمّ أمر بردّه.
وعن أبي عبيدة معمّر بن المثنّى البصري قال : قال له يوسف : فهل عندك بيّنة بما ادّعيت؟ قال : لا ، فقالوا له : فما دعاك إلى ما ادّعيت؟ قال : غلّظ يوسف العذاب عليّ فادّعيت ما ادّعيت وأمّلت أن يأتي الله بفرج قبل قدومكم (١).
وقال اليعقوبي : قال زيد ليوسف : لِم أشخصتني من عند أمير المؤمنين (!) قال يوسف : ذكر خالد بن عبد الله أنّ له عندك ستمئة ألف درهم! قال زيد : فأحضِر خالداً. فأحضَره وعليه حديد ثقيل ، فقال له يوسف : هذا زيد بن علي فاذكر ما لك عنده! فقال خالد : والله الذي لا إله إلّاهو مالي عنده قليل ولا كثير ، ولا أردتم بإحضاره إلّاظلمه (٢)!
ثمّ أخرج يوسف زيداً ومن معه إلى المسجد بعد صلاة العصر استحلفهم فحلفوا له. فكفّ عن زيد ولكنّه بسط يده على من سواه منهم فلم يقدر منهم على شيء ، فكتب إلى هشام يعلمه الحال. فكتب إليه هشام : أن خلِّ سبيلهم (٣).
وكتب إليه : «إذا جمعت بين زيد وبين خالد فلا يقيمنّ عندك ساعة واحدة! فإنّي رأيته رجلاً حلو اللسان سديد البيان خليقاً بتمويه الكلام! وأهل العراق
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ١٦٦ ـ ١٦٧.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٢٥.
(٣) تاريخ الطبري ٧ : ١٦٢ عن أبي مخنف.