وبقي زيد بن علي مصلوباً بالكُناسة ، واسترسل جلده من بطنه ومن خلفه! حتّى ستر عورته (١).
فكانت شهادته ودفنه ليلة الجمعة السادس والعشرين من شهر محرّم الحرام سنة (١٢٢ ه) (٢).
وأعطى يوسف الثقفي لمن جاء برأس نصر العبسي : ألف درهم! ولمن جاء برأس معاوية الأنصاري : سبعمئة درهم! وكان مناديه قد نادى : مَن جاء برأس فله خمسمئة درهم! وأرسل يوسف الثقفي الشاميين إلى دور الكوفيين يلتمسون جرحى أصحاب زيد ، فكانوا يخرجون النساء إلى صحن الدار ويطوفون البيوت يلتمسون الجرحى!
وأمر الثقفي بحراسة جسد زيد لكي لا يُنزل فيدفن.
وأمر هشام أن يَنصب رأسه على باب مدينة دمشق! ثمّ أرسل به إلى المدينة! فصُلب بالمدينة! في سنة ثلاث وعشرين ومئة (٣) وواليها محمّد بن هشام بن إسماعيل المخزومي ابن خال هشام الأموي (٤). وكان عمره يوم شهادته ستّاً وخمسين سنة (٥).
خطبة الثقفي منتصراً ، وحالته :
كان مصرع زيد ومقتله ودفنه ليلة الجمعة السادس والعشرين من المحرّم ، والعثور على قبره يوم الجمعة.
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٩٦ ـ ٩٨ ، وتاريخ الطبري ٧ : ١٨٦ ـ ١٨٧.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٩٢ ، وأنساب الأشراف ٤ : ٢٥٢ ، الحديث ٢٥٤.
(٣) تاريخ الطبري ٧ : ١٨٧ ـ ١٨٩.
(٤) تاريخ خليفة : ٢٣٢.
(٥) على أن يكون مولده سنة (٦٧ ه) كما في زيد الشهيد للمقرم : ٩ ـ ١٢ ، ١٥٣.