فروى الطبري عن الكلبي عن أبي مخنف : أنّ يوسف الثقفي أقبل (لزوال الجمعة من الحيرة) حتّى دخل الكوفة فصعد المنبر فأطال الخطبة وقال فيها : والله ما أطلت منبري إلّالأُسمعكم عليه ما تكرهون! فإنّكم أهل بغي وخلاف! ما منكم إلّا من حارب الله ورسوله! إلّاحُكيم بن شريك المحاربي (كان سعى بزيد إليه) يا أهل المِدرة الخبيثة! وإنّي والله ما تُقرن بي الصعبة ولا يُقعقع لي بالشِنان! ولا اخوَّف بالذئب أو الذنب! هيهات! حُبيتُ بالساعد الأشدّ! أبشروا ـ يا أهل الكوفة ـ بالصَغار والهَوان ؛ فلا عطاء لكم عندنا ولا رزق! ولقد هممت أن أُخرب بلادكم ودوركم! وأُحربكم أموالكم! ولقد سألت أمير المؤمنين! أن يأذن لي فيكم ، ولو أذن لقتلت مقاتلتكم ولسبيت ذراريكم (١)!
يا أهل الكوفة! إنّ يحيى بن زيد يتنقّل في حِجال نسائكم ، كما كان يفعل أبوه! والله لو أبدى لي صفحته لعرقت خُصييه كما عرقت خُصيي أبيه (٢) أو قال : ووالله لو ظفرت بيحياكم لعرقت ... (٣).
ثمّ وكّل الثقفي بخشبة صلب زيد لكلّ ليلة مئة رجل ، وكلّهم أربعمئة رجل ، وبنى لهم حول جذع زيد دكّة من آجر (٤).
وكان هشام حين بلغه أنّ زيداً بويع في الكوفة ، أمدّ يوسف الثقفي بثمانية آلاف مع عامر بن ضبارة المُرّي. واجتمع إلى زيد في أوّل الليل أربعمئة ، ثمّ أصبح وهم أقل من ثلاثمئة! ثمّ آب إليه بعضهم ، ودعا نصر العبسي القيسي قومه من
__________________
(١) تاريخ الطبري ٧ : ١٩١ ، وأنساب الأشراف ٤ : ٢٦٨ ، الحديث ٢٧٥ قال : قالوا.
(٢) تاريخ الطبري ٧ : ١٨٩ عن أبي عبيدة معمر بن المثنّى البصري.
(٣) أنساب الأشراف ٤ : ٢٦٨ ، الحديث ٢٧٥.
(٤) أنساب الأشراف ٤ : ٢٦٥ ، الحديث ٢٧٤.