الصادق عليهالسلام البيعة ، فخرج من أبي عبد الله ما لم يكن يريد (من إخباره بقتله) فلا تكلّفني ما كلّفه فيخرج مني ما لا اريد!
فقال له الحسين : إنّما عرضت عليك أمراً ، فإن أردته دخلت فيه ، وإن كرهته لم أحملك عليه ـ! والله المستعان! ثمّ ودّعه ، فقال له أبو الحسن موسى حين ودّعه : يابن عمّ ، إنك مقتول! فأجدّ الضّراب ، فإنّ القوم فسّاق يظهرون إيماناً ويسرّون شركا! وإنا لله وإنّا إليه راجعون ، عند الله أحتسبكم من عصبة! ثمّ خرج (١).
خروجه إلى مكة وقتاله ومقتله :
واستعدّ الحسين للخروج إلى مكة ، بمن تبعه من أهله ومواليه وأصحابه زهاء ثلاثمئة ، واستخلف على المدينة دينار الخزاعي ، وخرج بهم (٢) وكان أمير مكة عُبيد الله بن قُثم العباسي (٣) فكأ نّه توافق مع أمير الحاج سليمان بن المنصور ، فقدّموا العباس بن محمّد العباسي لمواجهة الحسين ، فلمّا قرب ركب الحسين إلى مكة وصاروا بالبُلْدح وفخّ تلقاهم العباس بعسكره ، فعرض عليه العفو والأمان والصلة! فأبى شديداً ، ثمّ أقعد رجلاً على جمل وأملى عليه فناداهم : يا معشر المسوِّدة ، هذا الحسين ابن رسول الله وابن ابن عمّه ، يدعوكم إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلىاللهعليهوآله (٤).
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٣٦٦.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٢٩٩.
(٣) تاريخ خليفة : ٢٩٤.
(٤) مقاتل الطالبيين : ٢٩٩.