والعدل في الرعية ، والقَسمْ بالسوية. وعلى أن تقيموا معنا وتجاهدوا عدوّنا. فإن نحن وفَينا لكم وفَيتم لنا ، وإن نحن لم نفِ لكم فلا بيعة لنا عليكم (١) فبايَعوه على ذلك.
وكان على مسلحة السلطان بالمدينة خالد البربري فأقبل في سلاحه ومعه أصحابه حتّى وقفوا على باب جبرئيل ، فقصده يحيى بن عبد الله بسيفه ، وأراد خالد النزول إليه ، فبدره يحيى بضربة على جبينه فقطع البيضة والمغفر والقُلنسوة وأطار قحف رأسه وسقط ، ثمّ حمل على من معه فانهزموا وتفرقوا (٢)!
وكان الهادي قد أرسل عمّه سليمان بن المنصور أميراً للحج (٣) وحجّ معه موسى بن عيسى والعباس بن محمّد العباسيين ولكنّهم بدؤوا بمكة. وكان الهادي قد أرسل عسكراً إلى الموسم مع مولاه مبارك التركي وهذا بدأ بالمدينة للزيارة ، فلمّا عسكر خارج المدينة بلغه خبر الحسين الحسني ، فأرسل إليه ليلاً : إني والله ما احبّ أن تبتلي بي ولا أبتلي بك ، فابعث الليلة إليّ عشرة من أصحابك يبيّتون عسكري ، حتّى انهزم وأعتلّ بالبيات. وطلب دليلاً يدلّه على غير الطريق العام ، فوجد الدليل. ووجّه الحسين عشرة من أصحابه فصيّحوا في نواحي عسكره ، ومضى به دليله حتّى انتهى به إلى مكة ، فصار مبارك مع اولئك القادة من العباسيّين واعتلّ لهم بالبيات (٤)!
وبعد أن احتوى على المدينة دعا الكاظم عليهالسلام إلى بيعته فأتاه ، ولكنّه قال له : يابن عمّ! إنّ ابن عمّك ، يعني محمّد بن عبد الله المحض ، كلّف عمّك أبا عبد الله
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٢٩٩.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٢٩٧ ، ٢٩٨.
(٣) تاريخ خليفة : ٢٩٤ ، واليعقوبي ٢ : ٤٠٦.
(٤) مقاتل الطالبيين : ٢٩٩.