يسألونك بحق الله لما ولّيت أمرهم أخاك إبراهيم! فقال يزيد : يا أبا العلاء ، إلى من ترى أن أعهد؟! فقال أبو العلاء : أمر نهيتك عن الدخول في أوله فلا اشير عليك في آخره! وغُشى على يزيد فقعد قطَن وافتعل على لسانه عهداً لأخيه إبراهيم ، ودعا أُناساً فأشهدهم عليه (١) فكأنه لم يعهد إليه قبل هذا!
ومات يزيد بن الوليد فصلّى عليه أخوه إبراهيم ، ودفن بدمشق بين باب الجابية وباب الصغير. وكان أحول يذهب إلى أقوال المعتزلة في الأُصول الخمسة : التوحيد والعدل ، والوعيد والمنزلة بين المنزلتين ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (٢).
أيام مروان بن محمد :
مرّ الخبر عن خروج مصعب بن الزبير من البصرة سنة (٧٢ ه) لحرب عبد الملك بن مروان إلى مسكن على شاطئ دجلة ، فقال المسعودي : كان على مقدمة عبد الملك الحجاج بن يوسف ، ثمّ قال : وقيل : بل كان على ساقته .. وعلى مقدمته أخوه محمد بن مروان فنازل إبراهيم بن الأشتر (٣) وقال : كان لمصعب جارية تُدعى ريّاً أو طرونة فصارت بعد مقتله لمحمد بن مروان فأولدها مروان بن محمد (٤) وعاد فقال : كان محمد بن مروان على مقدمة أخيه عبد الملك وإبراهيم النخعي على مقدمة مصعب ، وكان لإبراهيم أُمّ ولد تدعى زيادة فصارت إلى محمد بن مروان. ثمّ قال : وقيل : بل كانت حاملة من إبراهيم فجاءت بمروان على
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٤١.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٢٢٠ و ٢٢١.
(٣) مروج الذهب ٣ : ١٠٥ و ١٠٦.
(٤) مروج الذهب ٣ : ٢٣٢.