وكانت له دار بظهر الكوفة فخرج إليها وخندق حول داره وأقام مواليه في السلاح للحرب (١).
وخرج ابن طباطبا بمن معه إلى ظَهر الكوفة ينتظرون أبا السرايا فتأخر عليهم حتّى أيسوا منه وشتمه بعضهم ، وأخيراً طلع عليهم من ناحية الجُرف خيل يتقدمهم علَمان أصفران ، وإذا هو أبو السرايا ومن معه ، فتنادى الناس بالبشارة وكبّروا.
ولما أبصر أبو السرايا ابن طباطبا ترجّل وأقبل إليه حتّى انكبّ عليه وقال له : ادخل البلد فما يمنعك منه أحد! ودخلوا إلى موضع بالكوفة يُعرف بقصر الصرّتين! فهناك خطب الناس ودعاهم إلى البيعة إلى «الرضا» أو «الرضيّ من آل محمّد» والدعوة إلى كتاب الله وسنة نبيّه صلىاللهعليهوآله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والسيرة بحكم كتاب الله ، فازدحم الناس وتكابّوا عليه وبايعه جميع الناس. وكان ذلك في العاشر من جمادى الأُولى سنة (١٩٩ ه) (٢).
ويُظنّ من هذا التاريخ أنّ زيارتهم لمرقد الحسين عليهالسلام لعلها كانت في نصف رجب ولذا كان الزوّار مجتمعين بما فيهم الزيدية كما مرّ خبره آنفاً.
وهل كان معهم علي الأعرجي؟ :
روى الأموي الزيدي عن نصر بن مزاحم وغيره : أنّ نصر بن شبيب لما ورد المدينة وسأل عن من له ذِكر من بقايا «أهل البيت» ذُكر له ثلاثة ، منهم :
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٣٤٨ ـ ٣٤٩.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٣٤٨ وهذا التاريخ أتى به الأموي الزيدي بطرقهم عن زيد بن علي ، وحتّى عن جابر الجعفي عن الباقر عليهالسلام! وقال : يباهى الله به الملائكة!