فاضلون كوفيون فقال الصادق يوماً لشهاب : يا شهاب ، كيف أنت إذا نعاني إليك محمّد بن سليمان! قال : فمكثت ماشاء الله ثمّ كنت يوماً بالبصرة إذ لقيني محمّد بن سليمان (العباسي والي البصرة ، وكأنّه كان يعرفه بالتشيّع لجعفر) فقال لي : يا شهاب! عظّم الله أجرك في أبي عبد الله! وفي خبر آخر : كنت عنده فألقى إليّ كتاباً وقال : أعظم الله أجرك في جعفر بن محمّد! قال : فذكرت الكلام فخنقتني العبرة (١) ونقله الحلبي وزاد عنه : وما كنت يوم قالها لي أعرف محمّد بن سليمان (٢).
ولما دخل على المنصور : إسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس قال له : أما علمت ما نزل بأهلك؟! قال : وما ذاك يا أمير المؤمنين! قال : توفي سيدهم وعالمهم وبقية الأخيار منهم! قال : ومن هو؟ قال : هو جعفر بن محمّد! فقال له : أعظم الله أجر أمير المؤمنين وأطال لنا بقاءه!
فقال : إنّ جعفر كان ممّن قال الله فيهم : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا (٣)) فهو ممّن اصطفى الله ، ومن السابقين بالخيرات (٤)! صدق الله العلي العظيم ، ولكن كذب المنصور الأثيم! إذ هو بهذا كان يعني التعتيم على قتله للإمام العظيم ، ثمّ أمره بقتل وصيّه من بعده لو تعيّن.
بعض أوصافه ولباس الصوف :
روى الكليني بسنده عن هشام بن سالم الجواليقي قال : كان أبو عبد الله عليهالسلام إذا ذهب شطر من الليل أخذ جراباً أعدّ فيه خبزاً ولحماً وحمله على عاتقه
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٤١٤ ، الحديث ٧٨١ ـ ٧٨٣.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢٤٢٣.
(٣) فاطر : ٣٢.
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٨٣.