ومعه صُرر الدراهم ، وذهب بها إلى أهل الحاجة من أهل المدينة فيقسمه فيهم وهم لا يعرفونه ، فلمّا مضى عليهالسلام وفقدوا ذلك علموا أنّها كانت منه عليهالسلام (١).
وأرسل الورّام عن الفضل بن قرة أنّ الصادق عليهالسلام كان يصرّ صُرر الدنانير ويقول للرسول : اذهب بها إلى فلان وفلان من أهل بيته وولد أبيه! وقل لهم : بُعثت هذه لكم من العراق! فعاد وقد قال لهم ذلك فقالوا : أما أنت فجزاك الله خيراً بصلتك قرابة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأما جعفر! فحكم الله بيننا وبينه! فيخرّ أبو عبد الله ساجداً ويقول : اللهم أذلّ رقبتي لولد أبي (٢)!
ورسوله بها أبو جعفر الخثعمي قال : أعطاني أبو عبد الله صُرّة فيها خمسون ديناراً وقال لي : ادفعها إلى (فلان : رجل من بني هاشم) ولا تعلمه بي. فأتيته فجزّى معطيها خيراً وقال : ما يزال كل حين يبعث بها فيكون ممّا نعيش به إلى قابل! ولكن جعفر! في كثرة ماله لا يصلني بدرهم (٣)!
وهذان الخبران مشمولان للخبر الأول في أنّه لما مضى وفقدوه عرفوه أنّه الصادق عليهالسلام.
بل روى الكليني بسنده عن الكاظم عليهالسلام قال : كان أبي يبعث امّي و (امّه) ام فروة تقضيان حقوق أهل المدينة (٤) مما يدل على أنّه عليهالسلام لم يكن يكتفي في ذلك بنفسه والرجال بل يرسل النساء للنساء أيضاً.
ومن وصفه في نفسه : أنّه كان يحفي شاربه (٥) ويختضب خضاباً
__________________
(١) الكافي ٤ : ٨ ، وعنه في بحار الأنوار ٤٧ : ٤٨.
(٢) تنبيه الخواطر ٢ : ٢٦٦.
(٣) أمالي الطوسي : ٦٧٧ ، المسألة ٣٧ الحديث ١٢.
(٤) الكافي ٣ : ٢١٧ ، وعنه في بحار الأنوار ٤٧ : ٤٩.
(٥) الكافي ٦ : ٤٨٧ ، وعنه في بحار الأنوار ٤٧ : ٤٧.