ويبدو أنّ إطلاق السيّد على العلوي كان معهوداً في عصر الإربلي (ق ٧ ه) فقال : وبتسميته «السيّد» يُتوهّم أنّه علوي ، بل غلب عليه هذا الاسم ولم يكن علوياً (١) وكأنّه غفل عن نقل الكشي ما مرّ خبره (٢).
ومات أبو حنيفة النعمان :
وفي سنة (١٥٠ ه) مات أبو حنيفة النعمان بن ثابت (٣) مولى تيم اللات من بكر بن وائل ، وهو ابن تسعين سنة (٤) وثابت ابن زوطا وهو من أهل كابل ، وهو الذي أسره الرق فاعتق ، وولد له ثابت على الإسلام. وأدرك النعمان بالكوفة : أنس بن مالك وعبد الله بن أبي أوفى ، وبالمدينة : سهل بن سعد الساعدي وعامر بن واثلة الأصقع ، ولكنّه لم يلقهم ولم يأخذ عنهم. وعيب عليه بضعف عربيّته إلّا أنّه ذو منطق حتّى نقل عن الشافعي عن مالك بن أنس سأله : أرأيت أبا حنيفة؟ قال : نعم ، رأيته رجلاً لو كلّمته في هذه السارية أن يثبتها ذهباً لقام بحجّته! توفي في رجب من هذه السنة وهو يوم ولد الشافعي محمّد بن إدريس المطّلبي. مات ببغداد ودُفن بها ، وله ضريح وعليه قبّة.
__________________
(١) كشف الغمة ٣ : ٨٠.
(٢) وما نقله كان ذيلاً للحديث : ٥٠٧ بسنده عن محمّد بن النعمان ولعلّه الأحول الصيرفي الطاقي : أنّه حضر السيّد محتضراً بالكوفة وهو على الكيسانية ، وكان الصادق عليهالسلام منصرفاً من عند المنصور بالكوفة فأخبره خبر السيّد فحضره ، وكان معقود اللسان فأنطقه ، فقال له : قل الحق يكشف الله ما بك! فقال : «تجعفرت» .. وهذا ما أعرض عنه الصدوق والمرزباني والمفيد والحلبي الساروي ، فتبعتهم.
(٣) تاريخ خليفة : ٢٧٩.
(٤) مروج الذهب ٣ : ٣٠٤.