ما جلست بين يديها منذ ملكتها ، فكأ نّها رأتها تناسب ابنها الكاظم عليهالسلام وعمره (٢٤) عاماً فقالت له : يا بُني ، إني ما رأيت جارية أفضل من تُكتم ، فلا أشك أنّ الله سيظهر نسلها ، وقد وهبتها لك فاستوصِ بها خيراً ، فتزوّجها (١).
الإباضية بأفريقية :
كان للمنصور على افريقية الياس بن حبيب الفهري فقُتل ، فولّى ابن أخيه حبيب بن عبد الرحمن الفهري فوثب عليه عاصم الإباضي فقتله ، وقد كثرت الإباضية بها فولّوا عليهم منهم عبد الأعلى المعافري فغلبوا على البلد واستفحل أمرهم بالقيروان. فولّى المنصور محمّد الخزاعي فقدم إلى طرابلس. وزحف إليه المعافري من القيروان فقتل المعافري وأرسل الخزاعي برأسه إلى المنصور ببغداد ، وصار هو إلى القيروان. وكان بها جند من خراسان عليهم هاشم الخراساني خرج على الخزاعي فأخرجوه ، وولّوا عليهم منهم عيسى بن موسى الخراساني! ثمّ ولّوا الحسن بن حرب ، فكتب المنصور إليه بولاية البلد ، ثمّ ولّى عمر بن حفص المهلّبي الأزدي ، فوثب به يعقوب الكندي الإباضي من خارج قيروان فحاصروا المهلّبي حتّى قتلوه سنة (١٥٣ ه) (٢).
ميلاد الرضا عليهالسلام :
ضمن حوادث سنة (١٤٧ ه) قبل وفاة الصادق عليهالسلام بسنة ، وقبل أخبار إحضاره عليهالسلام إلى بغداد ، علّقت على القول بمولد الرضا عليهالسلام بُعيد وفاة جدّه
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٩٣ ـ ٩٤ ، الباب ٢ ، الحديث ٧.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٨٥ ـ ٣٨٦.