وتحذير! وجاء في هذا الخبر لدى اليعقوبي أن عمر كان يعلم للإمام كتاباً إلى سليمان من قبل ، فأمر بإخراجه فاخرج فوجد فيه مدحاً وتقريظاً! فأنفد به إلى عامله على المدينة (ابن حزم) وقال له : أحضر محمّد بن علي وقل له : هذا كتابك إلى سليمان تقرّظه! وهذا كتابك إليّ مع ما أظهرتُ من العدل والإحسان!
فأحضره أمير المدينة (ابن حزم) وعرّفه ما كتب به عمر فقال الباقر عليهالسلام : إنّ سليمان كان جبّاراً فكتبت إليه بما يُكتب إلى الجبّارين! وإنّ صاحبك أظهر أمراً! فكتبت إليه بما شاكله! وكتب العامل إلى عمر بذلك فقال عمر : إنّ أهل هذا البيت لا يُخليهم الله من فضل (١)!
وعن عمرو بن عبيد قال : مات عمر بن عبد العزيز وخلّف أحد عشر ذكراً وتركته سبعة عشر ديناراً! كُفّن منها بخمسة دنانير واشتري موضع قبره بدينارين ، وما أصاب كلّ ولد إلّاأقل من دينار (٢).
وفد عمر وخبره عند الروم :
مرّ عن المسعودي : أن البطريرك أليون (لاون) بن قُسطنطين تغلّب بالحيلة على ملك الروم بالقُسطنطينية تيودوس (ثاوذوسيوس) الأرمني ، وولِى عمر فاستردّ عسكَر المسلمين (مئة ألف) المحاصِر للقسطنطينية بإمرة مَسلمة بن عبد الملك (٣).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٠٥.
(٢) انظر شرح النهج للمعتزلي ٢ : ١٠٠ ـ ١٠١ وللخبر تتمة. قالها للمنصور العباسي ، وقد قال عبد العزيز بن عمر للمنصور إنّ أباه ترك أربعمئة دينار ، كما في تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٢٨٠ فالرواية السابقة مبالغة.
(٣) التنبيه والإشراف : ١٤١.