فلمّا دخل عليه قال له : عليك بحق جدك المصطفى بمَ دعوت لي؟ قال : قلت : اللهم كما أريته ذلّ معصيته فأره عزّ طاعتي لك (١) فلعلّ هذا هو العلّة لعدم تعرض المنصور للكاظم عليهالسلام طوال عشرة أعوام حتّى هلك سنة (١٥٨ ه).
زواج الكاظم بامّ الرضا عليهماالسلام :
قبل نقل أخبار إحضار الصادق عليهالسلام إلى بغداد وقوله للمنصور : «وما أرى هذه السنة تتم لي» علّقت عليه ذكر الاختلاف في عمر الرضا عليهالسلام بين خمس وخمسين سنة ، ذكره الكليني وقال : الا أن هذا التاريخ هو أقصد إن شاء الله (٢) ولم يعلّل. وبين ما رواه هو بسنده عن ابن سنان قال : قُبض الرضا عليهالسلام وهو ابن تسع وأربعين سنة وأشهر (٣) المتأيد بخبر نصر الجهضمي في «تاريخ أهل البيت» : أنّه ولد بعد وفاة الصادق عليهالسلام بخمس سنين (٤) وكذا خبر الصدوق عن غياث بن اسيد (٥). والمتأيد أيضاً بعدم ذكر للصادق عليهالسلام في خبر زواج الكاظم عليهالسلام ، ولذا رجّحنا تأجيله إلى هنا أي إلى عام (١٥٢ ه) قبل ميلاد الرضا عليهالسلام بسنة.
ثمّ اختلف الخبر في زواج الكاظم بأُم الرضا عليهماالسلام بين : شرائها له ، وبين هبتها له من امه حميدة ، ولا أستبعد الجمع بينهما بأن يكون الرضا عليهالسلام اشتراها لُامه ثمّ وهبتها امّه له ، فإلى الخبرين :
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٢٩ ـ ٣٣٠.
(٢) أُصول الكافي ١ : ٤٨٦.
(٣) أُصول الكافي ١ : ٤٩٢.
(٤) تاريخ أهل البيت : ٨٣ ونقل فيه المحقّق خبر ابن سنان عن ابن الخشاب ، ولم يذكر الكافي.
(٥) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٠٠ ، باب مولد الرضا عليهالسلام ، الحديث الأوّل.