وكان لأُم جعفر زبيدة زوج الرشيد وكيل مجوسي يدعى المرزبان فاشترى لها جملاً من خراساني بثمانين ألف درهم ، وما طلته بالثمن ، فشكاه الخراساني إلى حفص القاضي فقضى بحبسه حتى يقضى فحبسه السندي بن شاهك ، وبلغ خبره إلى زبيدة فأمرته بإخراجه فأخرجه ، وبلغ خبره إلى حفص القاضي فقال : لا أجلس للقضاء حتى يردّ مرزبان إلى الحبس! فخاف السندي الرشيد وطلب من زبيدة أن ترده إلى الحبس حتى يكلّم حفصاً القاضي فيه ، فرجع مرزبان إلى الحبس ، وقالت زبيدة للرشيد : إن قاضيك هذا أحمق! استخفّ بوكيلي وحبسه! فولّ أمره إلى أبي يوسف! ثمّ سجل حفص حكم المال على المرزبان ، وبلغ ذلك إلى زبيدة فقالت للرشيد : لا أنا ولا أنت حتى تعزل حفصاً! وألحّت عليه ، فعزله عن قضاء الشرقية وولّاه قضاء الكوفة! فمكث عليها (١٣) عاماً ومات (١٩٤) أو (١٩٥) أو (١٩٦ ه).
ولم يوّله الرشيد القضاء حتى علم أنه يسمّى الشيعة «الرافضة» وأنه لا يزوّجهم! ويقول : لأن الطلاق الثلاث عندهم واحدة (١)!
وسيأتي : أن أيام حبس الكاظم عليهالسلام ببغداد كان الرشيد بعيداً عنها برقّة الشام ، وخبر حفص القاضي يقضي يكون الرشيد في بغداد ، فيترجّح أن ذلك كان قبل قبضه على الكاظم عليهالسلام.
القبض على الكاظم عليهالسلام :
في سنة (١٧٩ ه) كان على البصرة سليمان بن جعفر بن المنصور العباسي فاستبدله الرشيد بأخيه عيسى بن جعفر ، فاستخلف المهلّب بن المغيرة (٢).
__________________
(١) تاريخ بغداد ٨ : ١٨٨ ـ ١٩٠ وعنه في قاموس الرجال : ٥٨٩ ـ ٥٩٢ برقم ٢٣٣٣.
(٢) تاريخ خليفة : ٣٠٦.