علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. فقلت : هذا من «الأبدال» قد تكلّم عن سرّي مرّتين (١).
فهل حجّ الكاظم عليهالسلام عام (١٤٩ ه) عن طريق العراق منفرداً؟! وتواعد مع غلمانه ومواليه وغاشيته أن يحجّوا من المدينة إلى مكّة فيلتقي بهم؟! لا أرى شقيق إلّا صوفياً أراد أن يصف نفسه بأ نّه التقى ببعض «الأبدال» وشرب من شرابهم الغيبيّ! وهذه أول بادرة لمصطلح «الأبدال» من مصطلحات العرفان الصوفي.
وحجّ المنصور وقتل عمّه :
قال المسعودي : في سنة (١٤٩ ه) أراد المنصور الحجّ ، وكان يحبّ أن يقتل عيسى بن موسى عمّه عبد الله بن علي فيُظهر الغضب على عيسى ويقتله بعمّه فيستريح منهما جميعاً ، فحوّل عمّه عبد الله إلى وليّ عهده عيسى بن موسى وأمره بقتله (٢).
فتظاهر للمنصور أنّه قتله ، ولم يقتله! وحجّ عيسى مع المنصور فكلّم بنو علي المنصور في أخيهم عبد الله فقال لهم : هو عند عيسى بن موسى ، فأتوه فسألوه عنه فقال : قتلته! فرجعوا إلى المنصور وقالوا : إن عيسى زعم أنّه قتله!
__________________
(١) دلائل الإمامة : ٣١٧ ، الحديث ٣٦٣ وأشار إليه الحلبي في مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٢٧. ونقله الأربلي في كشف الغمة ٣ : ٢٥٨ ـ ٢٦٠ عن مطالب السؤول للشافعى ٢ : ٦٢ ـ ٦٤.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٣٠٥ وفيه : أن عيسى استفتى عبد الله بن شُبرمة ، ومحمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وفي تاريخ خليفة : ٢٧٦ : في (١٤٤ ه) مات ابن شُبرمة ، وفيه : ٢٧٨ : في (١٤٨ ه) مات ابن أبي ليلى. فالخبر مدخول.