المهدي استقدم الكاظم عليهالسلام :
أسند الكليني عن محمّد بن سنان : أنّه دخل على الكاظم عليهالسلام قبل أن يُستقدم إلى العراق بسنة وعليّ ابنه جالس بين يديه ، قال : فقال لي : يا محمّد ، أما إنّه ستكون في هذه السنة حركة (من الحكومة) قلت : وما يكون جعلت فداك؟ قال : أصير إلى هذا الطاغية (المهدي) أما إنّه لا يبدأني بسوء منه ولا من الذي يكون بعده (١) وبهذا عُرف أنّه عليهالسلام يعني المهدي ثمّ ابنه موسى الهادي ، فإنّه بقي سليماً معهما.
وحيث ذكر في الخبر : أن ابنه علياً كان جالساً بين يديه ، يستظهر أنّ الرضا عليهالسلام يومئذٍ كان خُماسياً تقريباً ، وحيث اخترنا مولده في (١٥٢ ه) يبدو أن استقدام المهدي للكاظم عليهالسلام إلى بغداد كان في أواخر عصره.
وروى الحميري بإسناده عن أبي قتادة القمي عن أبي خالد الزُبالي منسوباً إلى منزل زُبالة من منازل المدينة إلى الكوفة قال : قدم أبو الحسن موسى عليهالسلام زُبالة ومعه جماعة من أصحاب المهدي ، بعثهم المهدي لإشخاصه إليه ، وأمرني بشراء حوائج له ، ونظر إليّ وأنا مغموم فقال لي : يا أبا خالد ، مالي أراك مغموماً؟ قلت : جعلت فداك ، هو ذا تصير إلى هذا الطاغية ولا آمنه عليك!
فقال : يا أبا خالد ، ليس عليَّ منه بأس ، وإذا كان شهر كذا ويوم كذا فانتظرني في أوّل الميل (علامة المسافة) فإني أُوافيك إن شاء الله! قال : فما كانت لي همّة إلّاإحصاء الشهور والأيام ، ثمّ غدوت إلى أوّل الميل في اليوم الذي وعدني ، فلم أزل انتظره إلى أن كادت الشمس أن تغيب ولم أرَ أحداً! فشككت ووقع في قلبي أمر عظيم! ثمّ نظرت قرب الميل فإذا سواد قد رُفع لي فانتظرته
__________________
(١) أُصول الكافي ٢ : ٣١٩ ، الحديث ١٦ باب النصّ على الرضا عليهالسلام.