محمّد الحسني والصادق عليهالسلام :
روى الكليني بسنده عن موسى بن عبد الله الحسني قال : لما ظهر أخي محمّد ودعا الناس إلى بيعته فكنت ثالث ثلاثة بايعوه (١) ثمّ لم يختلف عليه عربي ولا أنصاري ولا قرشي. وكان من ثقاته عيسى بن زيد بن علي ، وكان جعله على شرطته ، وكان قد تخلّف عن بيعته وجوه قومه ، فشاور عيسى أن يبعث إليهم. فقال عيسى : إن دعوتهم دعاءً يسيراً لم يجيبوك ، أو تغلظ عليهم فخلّني وإياهم ، وابعث إلى رئيسهم وكبيرهم (يعني الصادق عليهالسلام) فإنك إذا أغلظت عليه علموا جميعاً أنك تمرّ بهم على الطريق التي أمررت عليها أبا عبد الله عليهالسلام!
قال موسى : فما لبثنا أن اتي بأبي عبد الله عليهالسلام حتّى اوقف بين يديه! فقال له عيسى بن زيد : أسلم تَسلم! فقال أبو عبد الله : أحدَثت نبوة بعد محمّد صلىاللهعليهوآله؟! فقال محمّد : لا ، ولكن بايع تأمن على نفسك ومالك وولدك! ولا تكلّف حرباً! قال أبو عبد الله : ما فيّ حرب ولا قتال ، ولقد تقدّمت إلى أبيك وحذّرته الذي حاق به! ولكن لا ينفع حذر من قدر! يابن أخي : عليك بالشباب ودع عنك الشيوخ! فقال محمّد : ما أقرب ما بيني وبينك في السن! قال أبو عبد الله : إني لم آتِ لأتقدم عليك في السنّ أو في الذي أنت فيه. فقال محمّد : لا والله لابدّ من أن تبايع! فقال أبو عبد الله : يابن أخي ما فيّ طلب ولا حرب ، وإني لأُريد الخروج إلى البادية وتكلّمني أهلي في ذلك غير مرّة ، فيثقل عليَّ ولا يمنعني منه إلّاالضعف.
فقال : يا أبا عبد الله ، والله قد مات أبو الدوانيق (يعني المنصور)!
فقال أبو عبد الله : فما تصنع بي وقد مات؟ قال : اريد الجمال بك! قال : مالي إلى ما تريد سبيل! لا والله ما مات أبو الدوانيق إلّاأن يكون مات موت النوم!
__________________
(١) وانما تأخر لصغره.