قتال مروان بالموصل ثمّ الشام :
فوجهه ثمّ قال السفّاح لمن حوله : من خرج إلى مروان فهو ولي عهدي (١) فاستجاب له عمّه عبد الله بن علي السفّاح لقتال مروان إلى الزاب قرب الموصل (٢) وزحف مروان بمن معه من أهل الشام والجزيرة في مئة ألف إلى مئة وخمسين ألفاً ، حتّى نزل الزاب دون الموصل ، فالتقوا يوم السبت ١١ جمادى الثانية (١٣٢ ه) ، وقد حشد بنو امية بأنفسهم وأتباعهم من فرسان الشام والجزيرة (٣).
وسار مروان حتّى نزل على الزاب الصغير وعقد عليه الجسر ، وأتاه عبد الله بن علي في عساكر أهل خراسان وقوادهم ، وقد كردس مروان خيله كراديس ألفاً وألفين (٤).
وقال ابن الوردي : كان على شهرزور من جهة بني العباس أبو عون الأزدي ، فسار مروان يطلبه ، فوصل إلى الزاب فنزل به في مئة وعشرين ألفاً وحفر خندقاً حوله ، وسار أبو عون من شهرزور إلى الزاب بما عنده من الجموع ، وأردفه السفّاح مرّات بعساكر مع مقدّمين : عمّه عبد الله بن علي وعبد الله الطائي وسلمة بن محمّد ، فلمّا قدم عمّه عبد الله على أبي عون تخلّى له أبو عون عن سرادقه وما فيه.
ثمّ إن مروان عقد جسراً على الزاب وعبر إلى جهة عبد الله بن علي ، فسار عبد الله إلى مروان ، وجعل على ميمنته أبا عون وعلى ميسرته الوليد بن معاوية. وكل عسكره عشرون ألفاً!
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٦٥.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٤٥.
(٣) تاريخ خليفة : ٢٦٣.
(٤) مروج الذهب ٣ : ٢٤٥.